يخطئ من يعتقد أن الشباب الجزائري لا يتفرغ إلا للعطلة والخمول والكسل في هذا الفصل الحار وجمعية ''ستارت'' شاهدة على ذلك، حيث تطوّع أكثر من مائة شاب في قفة رمضان التي نظمتها هذه الجمعية من 20 إلى 26 من الشهر الحالي. وقد سجلت ''المساء'' وجودها في مقر الجمعية لتطلع قارئها على الأجواء التي ميّزت سير هذا العمل الخيري. القفة التضامنية هو الشعار الذي أطلقت عليه الجمعية لمساعدة المحتاجين وإعانتهم، وحسبما أكدته لنا الآنسة أمينة رحماني طالبة في المدرسة العليا للدراسات التجارية (المعهد الوطني للتجارة سابقا) والمكلفة بتسيير هذه الحملة أنها ''الطبعة الثالثة لمثل هذا العمل الخيري الذي تعوّدت الجمعية على تنظيمه منذ سنة ''2007 لتكون الطبعة الأولى اقتراحا من الطالب وليد رباح الذي كان آنذاك طالبا في نفس المدرسة بعد إدراكه للوضعية المزرية التي تعيشها بعض النساء خاصة لدى لجوئهم إلى جمعية ''نجدة نساء في شدة''، حيث كانت مساعدتهن تتم من خلال حصولهن على مواد غذائية محجوزة من الأسواق ليكون مبدأ الجمعية هو جمع المواد الغذائية بالتعاون مع مختلف المراكز التجارية المتواجدة على مستوى العاصمة لتكون الفكرة هذه السنة مبادرة من الآنسة نريمان خيراني طالبة في نفس المعهد اعتمادا على نفس المبدأ لتشمل المواد الغذائية الضرورية لهذا الشهر الكريم من زيت وسكر وحليب مجفف وقهوة، وسمن وطماطم مصطبرة ومختلف التوابل والفواكه المجففة وتصبح من نصيب العائلات المعوزة كذلك التي يتم تسجليها على مستوى مقر الجمعية في المدرسة العليا للدراسات التجارية بعد أن كانت تقتصر على جمعية ''نجدة نساء في شدة''. وقد تمت العملية ببعث المتطوعين الذين بلغ عددهم المائة شاب أغلبهم طلاب والذين كلفوا بتوزيع مطويات على زبائن المراكز التجارية الستة التي وافقت على المشاركة في هذه العملية الخيرية، والتي تبرعت بكمية من المواد الغذائية تجاوزت ال11 طنا هذه السنة في ظرف أربعة أيام فقط، وهو رقم قياسي بعد أن بلغت تسعة أطنان في السنة الماضية. وما أثار الإعجاب هي روح المسؤولية التي تحلى بها الشبان بعد أن كلفوا من قبل السيد رحماني أحد مؤسسي الجمعية بتسيير العملية وإعداد عملية جرد السلع المتبرع بها والتنظيم الذي ميّز طريقة عملهم، بالإضافة إلى الجو العائلي الذي ساد هذه العملية لتوزع أكبر حصة من هذه السلع على الأسر المحتاجة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان وتكون الحصة الأخرى من نصيب جمعية ''نجدة نساء في شدة'' في مقرها بشارع أول ماي. جمعية ''ستارت'' من تأسيس السيد نويري عبد النور، حيث يقول في صفحة الفايسبوك الخاصة بالجمعية إن الإسم المطلق عليها كان في البداية يعني ''الانطلاق لبناء حياة جديدة'' ليصبح حرف ''السين رمزا للرياضة باللغة الفرنسية والتاء لما يعرف في مجتمعنا بعادة التويزة أو التضامن وحرف الألف للترفيه والراء للبحث باللغة الفرنسية وحرف التاء دلالة على الثقافة أي جميع النوادي التي تشتمل عليها الجمعية، فبالإضافة إلى قفة رمضان تنظم الجمعية نشاطات أخرى ومسابقات خاصة بالموسيقى والرياضة مثل دورة الكرات الخمس التي كانت من نصيب فريق فتيات الجمعية لثلاث سنوات على التوالي دون أن ننسى المساعدات المقدمة إلى الأطفال في المستشفيات والتي تتم في ثاني يوم من عيد الفطر، بالإضافة إلى إعانة العائلات في عيد الأضحى. والمبدأ الرئيسي الذي تقوم عليه الجمعية هو اقتراح فكرة تخص عملا خيريا ما من خلال شبكة الفايسبوك التي أصبحت الأداة الأساسية في عمل ''ستارت'' والإعلان عن البرنامج المتبع لسير العملية من أجل جلب أكبر عدد ممكن من فئة الشباب للتطوع من أجل إعانة المحتاجين وتحسسيهم حول الوضعية المزرية التي يعيشها بعض المواطنين لتنمية روح التضامن فيهم ولعلّ الهدف من ذلك هو توعيتهم للابتعاد عن كل تلك المظاهر التي قد تجعل من حياتهم كابوسا.