خصصت جمعية ''الأمل'' لمساعدة مرضى السرطان تزامنا مع حلول شهر رمضان الكريم مبادرة خيرية تهدف إلى التضامن مع هؤلاء المصابين الذين صار عددهم في تزايد مستمر من سنة لأخرى وبالتالي فهذه المناسبة تعد فرصة من أجل التكفل بهذه الفئة وإسعادها.وعلى هذا الأساس فقد تم نصب مائدة رمضان لفائدة المرضى المقيمين بمركز الإيواء التابع للجمعية الذي يعمل على تقديم وجبات ساخنة لهم، بالإضافة إلى توزيع قفة رمضان التي تمكن المرضى المحتاجين من إعالة أنفسهم في هذا الشهر الفضيل الذي يحتاج إلى مصاريف كبيرة. ومن هذا المنطلق تسعى جمعية ''الأمل'' لمساعدة مرضى السرطان طيلة شهر رمضان الكريم إلى التمسك بمظاهر التكافل والتضامن مع أولئك المصابين حتى يتمكنوا من قضاء هذه المناسبة مثل جميع الأشخاص العاديين، حيث لم تدخر الجمعية جهدا في سبيل منح الابتسامة لتلك الوجوه التي نال منها ذلك المرض الفتاك وفقدت طعم الحياة. وفي هذا الصدد كشفت ''كتاب حميدة''، الأمينة العامة للجمعية في تصريح ل ''الحوار''، أنه سيكون بمقدور المرضى الذين يقيمون في مركز الإيواء الذي يكمل عمل هذه الجمعية، وهو ما أطلقت عليه اسم ''دار الأمل''، حيث تسهر على توفير الراحة النفسية لهؤلاء الأشخاص على مدار السنة قصد تخفيف مشقة قطع مسافات طويلة عنهم في شهر رمضان بدرجة أكبر، ولاسيما وأن معظم المرضى يقضونه بعيدا عن أهاليهم، وهذا عن طريق تحضير مائدة رمضان لحوالي 30 مريضا مقيما هناك تتكون من وجبات ساخنة وهي كلها أطباق خاصة بهذا الشهر الكريم، كما تهدف هذه المبادرة التضامنية التي قامت بها جمعية ''الأمل'' إلى تحسيسهم بأنهم في بيوتهم ووسط عائلاتهم ولا ينقصهم شيء. توزيع 40 قفة خلال أسبوع كما تعد هذه الدار قبلة للمرضى القادمين من كل الولايات خاصة أن مركز العلاج ''بيار وماري كوري'' الموجود على مستوى المستشفى الجامعي ''مصطفى باشا'' بالعاصمة يعد الوحيد على مستوى التراب الوطني وتتوافد عليه أعداد كبيرة من الحالات بمختلف أنواعها كل يوم، خاصة النساء المصابات بسرطان الثدي، حيث أضحى يتربص بالعديد منهن ويهدد حياتهن. وحسب ذات المصدر فقد عرفت حالات الإصابة به تزايدا معتبرا في الآونة الأخيرة. فمقارنة بسنة 2009 الذي سجلت فيه 7000 حالة، وصل العدد العام 2010 إلى 9000 حالة جديدة من مجموع 35 ألف حالة سرطان بكل أنواعه، حيث قدرت الوفيات ب 30 في المائة، ليليها سرطان الرحم، ثم سرطان الرئتين عند الرجال بسبب التدخين وسرطان البروستات الذي ترتبط الإصابة به بعامل السن أي أن السرطان يصيب كل شرائح المجتمع والجنسين معا. كما قامت ذات الجمعية بتخصيص قفة رمضان لفائدة المرضى المعوزين حيث تم الشروع في توزيع 40 قفة بحر هذا الأسبوع وينتظر أن يزيد العدد في الأيام المقبلة، وهي تحتوي على أهم المواد الغذائية التي يحتاجون إليها في شهر رمضان بالإضافة لعملية ختان الأطفال التي ستكون في ليلة 27 من رمضان. وللإشارة فإن دور الجمعية التي تأسست منذ 1994 من طرف عمال وإطارات المركز الوطني لمكافحة السرطان بيار وماري كوري تقوم بمساعدة هؤلاء المرضى في الحصول على الأدوية، حيث يمتلك مكتب الجمعية مختلف الأدوية التي يحتاج إليها مريض السرطان خلال فترة علاجه وهي خاصة بالمرضى غير المؤمنين اجتماعيا، كما يمكن للمرضى الاستفادة من النقل، الصور الطبية، الإقامة وفي مناسبات عديدة كشهر رمضان والمولد النبوي الشريف. كما تولي جمعية ''الأمل'' عناية فائقة بالأطفال المرضى المصابين بداء السرطان وهو ما سيدفعها إلى تخصيص فترات لهم للدراسة في المستشفى لاستدراك ما يفوتهم من الدروس وهم بعيدون عن مدارسهم.