تدعمت الحركة الجمعوية الدولية المتضامنة مع القضية الصحراوية هذا الأسبوع بإنشاء جمعية بلجيكية لدعم الشعب الصحراوي بمبادرة من مجموعة من اصدقاء الشعب الصحراوي· وتمت مراسيم انشاء الجمعية بحضور رئيس ندوة التنسيق الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي "الاوكوكو" والسيناتور البلجيكي السابق بيار غالان الى جانب الوزير الصحراوي المنتدب لأوروبا محمد سيداتي· وكانت المناسبة فرصة لعقد جمعية تأسيسية توجت بانتخاب مكتب بلجيكي جزائري مؤقت يترأسه مصطفى بن حليمة أوكلت له مهام تحديد أنظمة الجمعية وتدعيم المكتب بأعضاء آخرين وتحديد مهامهم بالإضافة إلى وضع برنامج عمل للسنة الجارية· ومن المنتظر أن تتكفل الجمعية الناشئة بتنظيم عمليات تضامنية مع المواطنين الصحراويين سواء منهم المتواجدون في مخيمات بتندوف أو أولئك الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال في الأراضي المحتلة· كما ستساهم وتعمل على تنظيم مبادرات لتحسيس الرأي العام الأوروبي والديمقراطيين المغاربة بالقضية الصحراوية وبحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره إضافة إلى اتخاذ مبادرات تضامنية ملموسة لصالح الشعب الصحراوي· وتعتزم هذه الجمعية ضم لجان الهجرة الجزائرية من أجل دعم الشعب الصحراوي لدول البينيلوكس، بلجيكا وهولندا واللوكسمبورغ كما ستشارك في المبادرات التحسيسية التي ستنظم الأسبوع القادم لدى المؤسسات الأوروبية في بروكسل· وستشرع الجمعية ضمن اولى نشاطاتها العمل على تعزيز علاقاتها مع اللجان الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي لدول البينيلوكس وباقي الدول الأوروبية وكذا مع مجموعة "السلام في الصحراء الغربية" للبرلمان الأوروبي التي تضم عشرات النواب الأوروبيين من مختلف التيارات السياسية· وتطرق رئيس المكتب الجزائري البلجيكي المؤقت بن حليمة خلال كلمة ألقاها بمناسبة إنشاء الجمعية الى التقاليد القديمة لتضامن الشعب الجزائري مع الشعوب المكافحة في إفريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية· وقال "كوننا ورثة لهذه الثقافة السياسية فإننا نعمل على إسماع صوت المجتمع الجزائري ونريد إيصال القليل من الذي تلقيناه خلال الثورة التحريرية التي لم تكن قد حققت أهدافها بدون التضامن الدولي"· وذكر بن حليمة بأن النزاع في الصحراء الغربية مسألة تصفية استعمار ويعتبر آخر حالة تصفية استعمار في إفريقيا بحيث أدرج ضمن رزنامة منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي منذ أكثر من 40 سنة كإقليم غير مستقل" وأن الجزائر والمغرب كانا دائما قبل احتلال المغرب لهذا الإقليم يصوتان في الأممالمتحدة لصالح استقلاله· وأعرب بن حليمة عن تشاؤمه بشأن نتائج المفاوضات الجارية في منهاست بسبب سياسة المماطلة التي اعتاد المغرب انتهاجها في ظل الدعم الذي يتلقاه من قبل المدعمة من طرف فرنسا·وكان طرفا الصراع جبهة البوليزاريو والمغرب اجريا أربع جولات من المفاوضات المباشرة تحت اشراف الاممالمتحدة منذ جوان الماضي باءت كلها بالفشل بعد ان تمسكت الرباط بموقفها المتعنت بخصوص اتخاذ مخططها للحكم الذاتي الذي رفضته جبهة البوليزاريو كقاعدة وحيدة للتفاوض· وهو ما جعل حظوظ الاستمرار في العملية السلمية تتضاءل رغم أن الطرفين اتفقا على اللقاء مجددا خلال الجولة الرابعة التي جرت الشهر الماضي بمنهاست الأمريكية لكنه لم يتم خلالها تحديد عقد الجولة الخامسة· ومن جهته أعرب غالان احد المدافعين المتحمسين عن القضية الصحراوية والفلسطينية منذ اكثر من 30 سنة عن ارتياحه لإنشاء هذه الجمعية مؤكدا أن هذه النضالات "تبني القانون" وان عمل المجتمعات المدنية الناشطة يتلافى نوعا ما ضعف المجتمع الدولي الذي لم يعد يتمكن من "فرض القانون" في هذا العالم الذي يسير وفق "سياسة القوة" ويخترق فيه حق الشعوب حسب مصالح القوى الكبرى والذي تبقى فيه قضية الصحراء الغربية مجرد "زورق صغير وسط عاصفة هوجاء" ولكنها رغم كل ذلك فإنها ستظل "قضية محورية" في العلاقات الأورو متوسطية· وإلى جانب هذا العمل السياسي تجاه الرأي العام، اعتبر غالان انه يجب على هذه الشبكة الجمعوية أن تبادر بأشكال متعددة للتضامن مع الشعب الصحراوي الذي يخوض كفاحا سواء في مخيمات اللاجئين أو في الأراضي المحتلة أو المحررة· ودعا إلى الدفاع عن حق الشعوب في التصرف في ثرواتهم الطبيعية في الوقت الذي يستغل فيه المغرب المصادر المنجمية الصحراوية ويبيع مساحات للصيد البحري تضم المياه الاقليمية الصحراوية· وأعرب ممثل جبهة البوليزاريو محمد سيداتي عن ارتياحه لإنشاء هذه الجمعية "التي تأتي في وقت يتعرض فيه السكان الصحراويون لابشع اشكال القمع"· كما انها تاتي لتعزيز روابط التضامن "في وقت تريد فيه بعض الدول الاوروبية إضعاف موقف البلدان التي ابدت دعمها للقضية الصحراوية بالتلميح الى البلدان الاسكندنافية·