سيدخل غدا المنتخب الوطني لكرة القدم في تربص بمركز ماركوسيس، الواقع بضواحي باريس، يعد أول تجمع تحت قيادة المدرب الجديد للخضر البوسني وحيد حاليلووفيتش الذي سيكون له لأول مرة اتصال مباشر مع اللاعبين ال33 الذين استدعاهم لهذا الغرض. الفترة القصيرة للتربص (سبعة أيام) تدل على أن التقني البوسني، الذي عين في العارضة الفنية للخضر في بداية شهر جويلية الفارط، سيسعى في مرحلة أولى إلى التعرف على اللاعبين الدوليين والتقرب منهم أكثر، وسيسمح له ذلك بالكشف عن طريقة تعامله معهم وتوضيح كثير من المسائل التي تتعلق بتسيير منتخب وطني، وأن أول جانب سيتطرق له حاليلوفيتش سيكون له علاقة بالانضباط داخل المجموعة وهو الذي قال في تصريحه الأخير للصحافة الجزائرية أنه لن يقبل بوقوع سلوكات تضر بمسيرة الفريق الوطني وسيكون صارما في هذا المجال. كما سيحاول حاليلوفيتش أن يكون واضحا مع اللاعبين في ما يتعلق بالطريقة التي سيتبعها لتحديد التشكيلة المشاركة في المباريات الرسمية القادمة بعد أن أكد أنه لا يعترف بالنجومية ولا بالركائز الأساسية في التعداد الذي سيعمل معه في المستقبل، وأن ما يهمه في اختيار اللاعبين هو قابليتهم في احتلال المنصب الذي يريده لهم داخل التشكيلة التي يحددها قبل كل مباراة. ومثلما هو منتظر، سيصطدم وحيد حاليلوفيتش بمعطيات جديدة لم يعرفها المنتخب الوطني من قبل والتي لها علاقة مباشرة بهجرة بعض لاعبيه الأساسيين نحو البطولة الخليجية على غرار عنتر يحيى ( نادي النصر السعودي ) ومراد مغني (أم صلال القطري) وزياني (نادي الجيش القطري) ونذير بلحاج (نادي السد القطري)، وعن قريب سيلتحق مدافع نادي رانجيرز الأسكتلندي مجيد بوقرة بلاخويا القطري، وكان التقني البوسني قد تفاجأ كثيرا من هذه الهجرة لتخوفه الكبير من تدني مستوى هؤلاء اللاعبين لاسيما وأنه سيصعب عليه استخلافهم بسرعة بسبب اقتراب مواعيد المباراتين المتبقيتين في تصفيات كأس أمم إفريقيا ,2012 إذ سيكون مضطرا كمرحلة أولى للاعتماد على نسبة كبيرة من التعداد الذي كان بين أيدي سابقه في العارضة الفنية للخضر عبد الحق بن شيخة، وحتى وإن أراد استدعاء لاعبين آخرين، فإنه لن يكون أمامه مجال كبير للمناورة خوفا من تضرر تماسك الفريق في مبارتيه القادمتين أمام تانزانيا وإفريقيا الوسطى. ولا شك أن الرؤية ستكون واضحة أكثر لحاليلوفيتش بعد الإنتهاء من مرحلة هذه التصفيات، حيث سينطلق عمله الحقيقي مع الخضر والذي يهدف فيه إلى تأهيل المنتخب الوطني لكأس أمم إفريقيا 2013 ومونديال .2014 وسيعرف تربص ماركوسيس غياب كل من عدلان، قديورة وابراهيم فراج. الأول يشكو من إلتواء في الكعب، بينما الثاني يعاني من إصابة في ركبته تعرض لها مع فريقه في الجولة الأخيرة من البطولة الفرنسية. ومن المنتظر أن يتوجه اليوم المناجير العام للفريق الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت إلى فرنسا من أجل تحضير فترة تواجد زملاء بوقرة بمركز ماركوسيس، بينما ستكون المجموعة الأولى من اللاعبين الدوليين التي ستلتحق بهذا المكان مشكلة من العناصر المحلية سيقودها رئيس الاتحادية محمد روراوة الذي أراد القيام بهذه السفرية كون هذا التربص يعد الأول من نوعه تحت قيادة المدرب الجديد وحيد حاليلوفيتش، ويهمه كثيرا أن يكون شاهدا على أول اتصال بين هذا الأخير واللاعبين، والذي يأتي بعد أسابيع قليلة من الانهزام المسجل أمام المغرب. أما الفوج الثاني المتكون من اللاعبين المحترفين، فسيكون حاضرا في يوم انطلاق التربص بمركز ماركوسيس. وقد برمج المدرب وحيد حاليلوفيتش اجتماعا مع مساعديه في العارضة الفنية نور الدين قوريشي وسيريل لوموان وأعضاء الطاقم الطبي الإداري قبل انطلاق التربص. تجدر الإشارة إلى أن الفريق الوطني يواجه يوم 4 سبتمبر القادم نظيره التانزاني بملعب هذا الأخير لحساب تصفيات كأس أمم أفريقيا ,2012 وكان حاليلوفيتش قد صرح أن تقوية حظوظ تأهل الخضر إلى نهائيات هذه المنافسة تمر حتما عبر تحقيق الإنتصار في دار السلام، وقالت مصادر قريبة من الفاف أن هذه الأخيرة تنوي برمجة التربص الذي يسبق هذه المباراة بمركز ماركوسيس.