أجبرت المجاعة المستفحلة في الصومال عشرات الآلاف من أبناء هذا البلد على الفرار إلى كينيا المجاورة بحثا عن قليل من الغذاء والماء الذي قد يسد رمقهم وينقذهم من موت محقق ضمن مأساة زادها انعدام الأمن خطورة اكبر. وشد هؤلاء طريق الفرار من جحيم ثنائي المجاعة والرصاص في رحلة شاقة قد توصلهم إلى مقصدهم وبما قد ينسيهم مأساة إنسانية ما انفكت تتفاقم وتزيد من عدد ضحاياها من يوم لآخر. فقد وصل ضمن هذه الرحلة آلاف اللاجئين الصوماليين، أمس، إلى مخيمات داداب شمال كينيا ليلتحقوا بآلاف اللاجئين الآخرين الذين سبقوهم إلى هذه المخيمات على أمل الحصول على قليل من الغذاء وأدنى متطلبات الحياة من ماء ودواء. ويتم استقبال اللاجئين في مخيم داداب في ثلاث مخيمات لتسريع تسليم المساعدات الإنسانية كما يخضعون بمجرد وصولهم إلى فحص طبي من أجل تسهيل دخولهم وتسجيلهم في حين يحال الذين يعانون من سوء تغذية ومضاعفات طبية إلى برامج التغذية التكميلية والعلاجية ووحدات تدعيم الاستقرار على التوالي في مستشفيات المخيم. ويحصل الوافدون الجدد على حصة من الأغذية الجافة تكفيهم لمدة أسبوعين ومواد غير غذائية مثل خيام وأدوات مطبخ وحطب ومواقد موفرة في استهلاك الوقود وتوزع عليهم الأغذية خلال فترة انتظار تسجيلهم. وقالت مهين أفضل مسؤولة الحماية في مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد اللاجئين الجدد يتجاوز 1300 لاجئ يوميا، موضحة أن ''المخيم مكدس لأن هذا تدفق طارئ ونبذل قصارى جهدنا بأفضل طريقة ممكنة''. وكانت صحيفة ''الاندبندنت'' البريطانية أكدت في آخر تقرير لها حول المجاعة في القرن الإفريقي أن المخيمات الصومالية تشهد مأساة آخذة في التفاقم بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل. وبحسب الصحيفة فإن العدد الكبير الذي تعج به مخيمات اللاجئين بالصومال وانتشار معدلات الجريمة وقيام المسلحين بإعاقة جهود عمليات تسليم المعونات وراء تأزم الأوضاع الإنسانية هناك. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أكدت مؤخرا ان حركة ''الشباب'' المتمردة في الصومال تعرقل وصول الإمدادات الغذائية لنحو 3,7 ملايين شخص في المناطق التي تعصف بها المجاعة. وأعلنت الأممالمتحدة أن ما لا يقل عن 30 ألف طفل لقوا مصرعهم جراء الجوع وسوء التغذية في الآونة الأخيرة.