شهدت المؤسسات الثقافية الرائدة الموزعة عبر العاصمة حركة دؤوبة خلال السهرات الرمضانية لصيف,2011 التي سجلت حضورا قويا على خلاف السنوات الماضية، حيث استقطبت العائلات وخرج الأصدقاء لقضاء سهرة رمضانية طربية أو ترفيهية، فالمتجول في العاصمة ليلا يلاحظ تلك الحركة التي لم يشهد لها مثيل، حيث لا تأفل أضواء السيارات المتلئلة التي تكسر حلكة الليل حتى الساعة الثالثة والنصف صباحا. طوابير طويلة تشكلها السيارات التي يقصد أصحابها إحدى الأماكن التي ذاع صيتها باحتضان برنامج فني أو ترفيهي، خاصة تلك التي لديها حضيرة لركن السيارات، حيث يعتبر هذا الأمر هاجسا، فغالبا ما يحرم الجمهور من مشاهدة حفل ممتع في إحدى القاعات الداخلية بسبب غياب أماكن الركن، حيث تختار العائلات الخروج مبكرا -أي في حدود الساعة التاسعة ليلا- لتجد الأماكن المناسبة للجلوس أيضا. الديوان الوطني للثقافة والإعلام سطر برنامجا ثريا في مختلف القاعات التابعة له، حيث لم تخلف قاعة الموار موعدا، فقد شهدت إقبالا كبيرا للعائلات العاصمية، خاصة في السهرات التي نشطها الشيوخ أو كبار الفنانين الجزائريين والتي كان عددها كبيرا جدا، حيث كان الجمهور على موعد مع الكلمة النقية والألحان الشجية التي قابلتها الزغاريد والتصفيقات، ومن بين الأسماء التي أبدعت على الركح واستقطبت جمهورا كبيرا فرقة الفردة البشارية بقيادة المعلم العربي، عبد القادر شاعو، نادية بن يوسف، عبد الرحمن القبي، رضا دوماز، مراد جعفري، حسان أحراس، زين الدين بوشعالة، بابا عيسى رشيد، نصر الدين شاولي، بهجة رحال، كمال بناني، حمدي بناني. قاعة الأطلس بباب الواد -أيضا- لم تخلف موعدها مع عشاق الإنشاد الذين استمتعوا بجمال الصوت وعذوبته، حيث تعالت الأصوات الإنشادية في روحانية طبعت السهرة الرمضانية، ومن بين الأصوات الصداحة بها فرقة الأشواق من بشار، منشدي الشارقة، مروان حاجي، المنشد نجيب من البليدة، المنشد جلول من وهران، فرقة الإنشاد والمديح. أما مسرح الهواء الطلق بالكازيف فقد أمتع جمهوره، الذي كان قويا مرات وضعيفا في أخرى، بسهرات فنية مختلفة بين الناوي، الشعبي، الديوان، الجاز والعاصمي، ومن بين الفرق التي مرت على ركح الموار جو باتوري، نجوم الديوان من سيدي بلعباس، أولاد الحاجة مغنية من تلمسان، مرزوق من بسكرة، في حين اختارات عائلات أخرى الاستمتاع بالجو المنعش، أمام المسرح في صالون على الهواء الطلق يقدم مشروبات باردة وساخنة لمرتاديه، على أنغام الديسك جوكي التي يطلقها الكازيف للجمهور الذي لا يستطيع الدخول الى المسرح وهو تقليد عمره سنوات، كما وجد بعض المواطنين صعوبة في التنقل الى المسرح بسبب الأشغال التي تعرفها المنطقة، مما جعل الطوابير عائقا أمام أصحاب الأعصاب الساخنة. المسرح الوطني محي الدين بشطارزي كان ثريا جدا، حيث أمتع عشاق الفن الرابع بأجمل الأعمال المسرحية، خاصة الجديد منها على غرار مسرحية مقابلة الحكام، حلم الأب، البطل، المشروع وكوكتال رائع من السهرات الفنية منها سهرة موسيقية أندلسية من إمضاء فرقة الجزيرة، سيد علي دريس، دليلة نعيم محمد سرقوى عبد القادر شرشام، عزيوز رايس فعاليات مهرجان الشعبي والتكريمات التي مست فنانين جزائرين للجمعية الثقافية والفنية للألفية الثالثة، منها تكريم الممثل الجزائري المغترب حبيب رضا وتكريم الممثل عمر طيان والممثلة دوجة عشعاشي. أما مدينة الإذاعة الجزائرية ونجمة المتواجد في المركب الأولمبي محمد بوضياف 5 جويلية بالجزائر والتي تضمن ركن السيارات مقابل دفع حقوق الركن تضم خيمة بها 5 آلاف مقعدا للعروض والحفلات الموسيقية وخيمة أخرى أصغر بديكور مغاربي بها 350 مقعد وسينما على الهواء الطلق، واحدة مخصصة للكبار، وأخرى للصغار ومكتبة وقاعة عرض للوحات الفنية وفضاء للأنترنت وكذا فضاء لألعاب الفيديو والبيليارد، والألعاب الترفيهية المختلفة وفضاء للتهريج، حيث يجتمع الأطفال الصغار لمتابعة حركات المهرج الذي حضر مواضيع مختلفة للقاء جمهوره الصغير. كما كان الجمهور على موعد مع سهرات فنية بديكور رائع وصوت مدروس، حيث سجل حضورا قويا لكبريات الفرق، والأصوات الفنية التي غابت عن الساحة الفنية. البرنامج السينمائي للمدينة كان مزجا بين الماضي والحاضر، حيث كانت ولاتزال الأفلام الجزائرية التي تعكس بطولات الشعب الجزائري حاضرة على غرار معركة الجزائر، ''وقائع سنين الجمر'' للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينا الذي أنتج عام ,1974 إلى جانب فيلم ''خارجون عن القانون''، كما استمتع الجمهور بعطلة المفتش الطاهر في أجواء من الضحك. أما الجمهور الصغير فقد استمتع بالجزء الأخير من سلسلة هاري بوتر المستوحاة قصته من سبعة كتب للكاتبة البريطانية رولنغ، ورسوم متحركة من السلسلات العالمية في أجواء من الصفاء والدفء الأسري. وقد سطرت مؤسسة فنون وثقافة برنامجا فنيا ثريا لاستقطاب أعداد هائلة من العاصميين الذين يعشقون السهر على أنغام الشعبي ودندنات الشيوخ، الى جانب الأصوات الفنية الشبابية. في حين فضلت بعض العائلات الجزائرية الذهاب الى سيرك عمار الذي حط رحاله بحديقة الحيوانات والتسلية ببن عكنون، حيث كانوا على موعد مع الترفيه والمغامرات التي اعتاد رواد السيرك على متابعتها كما أبدع ''ستيف'' في العروض ككل مرة.