تتوالى ردود الفعل الدولية بخصوص الاعتداء الإرهابي الذي استهدف يوم الجمعة الماضي نادي الضباط الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الاسلحة بشرشال، معربة عن تضامنها التام مع الجزائر أمام هذا السلوك الهمجي، كما دعت إلى ضرورة التجند من أجل محاربة هذه الآفة العابرة للحدود. فقد أدانت الولاياتالمتحدةالأمريكية، بشدة، العملية الإرهابية التي استهدفت الأكاديمية العسكرية لشرشال، حيث أشار بيان للسفارة الأمريكيةبالجزائر تلقت ''المساء''، أمس، نسخة منه ''إن صلواتنا ودعواتنا مع أحباء الذين قتلوا وجرحوا جراء هذا الفعل الرهيب''. وأضاف البيان أن الضباط المستهدفين والذين كان من بينهم غير الجزائريين كانوا يعملون لجعل بلدانهم أكثر أمنا و''أن مقتلهم على مائدة الإفطار أثناء شهر رمضان المقدس يبين وحشية الذين استهدفوهم وقت الاحتفال والذكر بالنسبة للمسلمين حول العالم''. وأوضح البيان أنه لا يمكن إيجاد أي تبرير لهذا العنف وأن الولاياتالمتحدة تحترم التضحيات المتواصلة للجزائر في نضالها ضد الإرهاب في المنطقة وأنها ستقف بجانب الجزائر وشركائها بالمنطقة ضد من يريد النيل من الديمقراطية والحرية. كما أدان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي السيد جان بينغ بشدة هذا العمل الإرهابي، حيث جاء في بيان نشره الاتحاد الإفريقي، مساء أول أمس السبت، في أديس ابابا أن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الذي ''تلقى ببالغ التأثر نبأ الاعتداء الإرهابي الذي ارتكب يوم الجمعة بشرشال مخلفا العديد من القتلى والجرحى، يقف وقفة ترحم على أرواح الضحايا ويعرب عن تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى كما يقدم تعازيه الخالصة وتعازي المفوضية للجزائر شعبا وحكومة''. وسجل رئيس المفوضية أن هذا العمل الإجرامي غير المبرر الذي ارتكب خلال شهر رمضان المعظم المليء بالقيم الروحية السامية ''يدل على عدم التسامح واحتقار الروح البشرية'' كما يؤكد على ضرورة محاربة الإرهاب في كل مكان وفي كل ظرف في إطار القانون والأدوات القانونية القارية والعالمية ذات الصلة''. وبعد أن أعرب عن التضامن التام للاتحاد الافريقي مع الجزائر التي تضع نفسها في طليعة العمل الجماعي سواء للوقاية من الإرهاب والقضاء عليه أو لترقية السلم والأمن والتنمية في القارة دعا رئيس المفوضية إلى ''تجند مكثف للمجتمع الدولي في مجموعه ضد ظاهرة الإرهاب والرفع من فاعلية التعاون في إطار مكافحة الإرهاب في إفريقيا والعالم''. كما أدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم الإرهابي الذي وصفه ب''البشع'' حيث أكد في هذا الصدد كل من رئيسة الدبلوماسية الاوروبية كاترين اشتون والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار ستيفان فويلي في بيان مشترك ادانتهما بشدة لهذا العمل الإرهابي المروع. وأعربا عن تضامن الاتحاد مع الجزائريين وخاصة أصدقاء وعائلات الضحايا، كما أضاف البيان في هذا الصدد ''يجب هزم العنف، الذي لا يمكنه منع الجزائر من مواصلة سيرها في طريق الإصلاح''. مؤكدين استعداد الاتحاد الاوروبي ''للمضي قدما في تعاونه مع الجزائر لدعم هذه الإرادة''. ومن جهته، أدان وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ الاعتداء الارهابي الذي وصفه ب''الهجوم الوحشي وغير الإنساني''، مشيرا إلى أنه جاء في وقت كان فيه الضباط يعتزمون الجلوس إلى مائدة الإفطار، وأضاف أن هؤلاء الارهابيين ليس لديهم أي احترام للحياة البشرية او لشهر رمضان. كما أدانت الحكومة التونسية بشدة هذا العمل الإجرامي الإرهابي الذي يستهدف أمن واستقرار هذا البلد الشقيق -كما قالت- مؤكدة ''تعاطفها وتضامنها مع أسر الضحايا والشعب الجزائري الشقيق في هذا الظرف الأليم''. وعلى الصعيد المحلي كانت عدة أحزاب سياسية قد أدانت بشدة العملية الارهابية التي وصفتها ب''الجبانة''، مؤكدة وقوفها الدائم إلى جانب قوات الأمن الوطني بمختلف أسلاكها للقضاء على الإرهاب الهمجي والسهر على حماية المواطنين.