التنمية البشرية·· من الذات وإليها! يقال أنها التحكّم في الحياة والأفكار من خلال كبح جماح التوقّعات السلبية·· والأهم أنها عملية استثمار لنقاط القوة تضبط النفس على توقيت التوازن·جذب هذا العلم العديد من المثقفين في الدول العربية منذ أكثر من عشرية ووصل الى الجزائر في السنوات القليلة الماضية، ما أدى الى بروز بعض المراكز المهتمة بتنمية الذات، منها مركز "المحبة" بالعناصر الذي تولى تنظيم عدة دورات في الإطار، فكانت الدورة التي نظمها مؤخرا بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي فرصة للقاء الأستاذ المدرّب السوري فايز جمعة··عن أهمية التنمية البشرية وعن تجربة التدريب التي خاضها في بعض البلدان العربية كان الحوار فجاءت هذه الحقائق· - هل لنا أن نتعرّف عليك بداية؟ * أنا أستاذ سوري مدرّب حائز على شهادة ليسانس في علوم الشريعة وأحضّر حاليا لرسالة ماجستير بعنوان "الموهبة والإبداع"، متزوج وأب لثلاثة أبناء· - هل يمكن القول بأن التنمية البشرية هي البحث عن مطلب عالمي اسمه السعادة؟ * تعني التنمية البشرية البحث عن نقاط الضعف وتنميتها مقابل اكتشاف نقاط القوّة واستثمارها··· فالحقائق تقول أن الإنسان يملك 14 نوعا من الذكاء ويحمل ثلاثة عقول داخل عقل واحد!·· فما المانع من استعمال عقل يفكّر بمستوى عال؟ - على سيرة التنمية، هل توصّلت الى تنمية ذاتك؟ * منذ سنة 1999 شغلتني القراءة عن تنمية الذات وتدريب العقول، والنتيجة هي أني توصّلت الى فكرة مفادها: هناك شيء باستطاعته تنمية ذات الإنسان بصفة تخوّل التحكم بمسار الحياة والأفكار·· والبداية تكون بتحويل التوقّعات السلبية الى توقّعات إيجابية، اكتشفت هذا الأمر فقادني الفضول الى اجراء دورات حول التنمية البشرية، وإذا بي أحقق التوازن في حياتي·· عرفت أهدافي واكتسبت القدرة على التواصل مع الناس والتعامل مع برامجهم العقلية·· والأهم أني عرفت نفسي أكثر وشيئا فشيئا اكتسبت الخبرة فصرت مدرّبا· - كيف بدأت تجربتك مع التدريب؟ * البداية كانت في سوريا ثم في الأردن والجزائر، أجريت دورات تدريبية في بعض ولايات الجزائر، وهذه أول مرّة أجريها بالعاصمة، وهي في العموم تضم عدة استراتيجيات تتعلق با لحفظ، التذكر واستثمار وقت الفراغ· - بتقديرك هل أخذت التنمية البشرية حقها من الأهمية ووصولها الى كل الناس في البلدان العربية؟ * التنمية البشرية لديها صدى وجمهور خاص، ذلك لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون تنمية وإلا خسر الكفاءة التي حصل عليها! - كيف وجدت تجاوب الشباب الجزائري مع هذه الدورة؟ * هناك إقبال معتبر واهتمام سيما وأن ما يميّز التنمية البشرية هو أنها علم نفس متطوّر يحمل صبغة قيمنا الخاصة، حيث يسمح لنا بتطوير أنفسنا بناء على قيمنا الإجتماعية والدينية· - برأيك لماذا يعاني بعض الأفراد في مجتمعاتنا العربية من القلق المرضي، اليأس والميولات الإنتحارية شأنهم في ذلك شأن الأفراد في الدول الغربية رغم أنّنا نعتنق دينا هو شفاء ورحمة؟ * السبب يكمن في أن البعض يعجزون عن تحديد ما يريدونه·· لا يعرفون كيف يتخلصون مما يقلقهم أو كيف يصلون الى مبتغاهم·· فهم يجهلون الطريقة التي تسمح لهم بالإتحاد مع القلق ومنه معالجته·· وفحوى القول هو أن الخلل يكمن في طريقة التفكير الخاطئة التي تدفع بالفرد الى التركيز على الجوانب السلبية، ونتيجة ذلك هي أن تحوم حوله توقّعات سلبية تسود النظرة الى الحياة من خلال توقع الأسوأ·· في حين أن الدين الإسلامي يعلمنا كيف نتوقع الأمور الإيجابية من منطلق تفاءلوا خيرا تجدوه· - هل يمكن أن نعرف ما الذي يستهوي الأشخاص الذين يقبلون على التدريب؟ * إنهم يرغبون في اكتشاف أنفسهم وطرق التعامل مع الآخرين وكذا اكتساب القدرة على الإقناع·· باختصار يريدون تحسين الحياة والبحث عن السعادة· - نود أن نعرف ما الذي تقدمه التنمية البشرية كدواء للنفس الحزينة والقلب المتألم؟ * هناك أشياء مهمّة تقدمها التنمية البشرية، فهي تهدي الى طريقة تفكير جديدة ومرونة في التعامل مع الأحداث مع تغيير الإدراك الداخلي لمعنى الحياة تغيير القناعات وتعديل القيم·· والنتيجة في نهاية المطاف هي الحصول على الراحة النفسية· - كلمة أخيرة؟ * شكرا·· شرّفني كثيرا هذا اللقاء·