ستتدعم عدد من المؤسسات المصرفية خلال الأشهر القليلة القادمة بموزعات آلية جديدة تسمح لمستعملي البطاقات المغناطيسية بالاستعلام عن الرصيد وسحب أموالهم في الوقت نفسه، علما أن الموزعات الحالية لا تسمح بالاستعلام عن الرصيد الأمر الذي أدى إلى تجميد صلاحية الآلاف من البطاقات بعد أن سحب أصحابها مبالغ مالية لا تغطيها أرصدتهم البنكية، ويطمح بنك الجزائر المبادر بالفكرة إلى كسب ثقة الزبائن من جهة وإبراز التقدم في مجال إصلاح المنظومة المصرفية من جهة أخرى. قرر بنك الجزائر في إطار جملة الإصلاحات المصرفية التي يقوم بها استخدام موزعات آلية جديدة يتم تدشينها خلال الأشهر القليلة القادمة، تسمح لمستعملي بطاقات السحب الالكتروني الاستعلام عن الرصيد بعد أن كان الأمر مستحيلا في السابق، وهي المبادرة التي استحسنها مسيروا البنوك الذين وجدوا صعوبات كبيرة في التعامل مع زبائنهم ممن سحبوا أموالهم عبر الموزعات الآلية من دون أن تتمكن أرصدتهم من تغطية القيمة المالية المسحوبة، وهو ما دفع بالبنك إلى تجميد صلاحية البطاقات التي تقدر اليوم بالآلاف، الأمر الذي انعكس سلبا على شبابيك البنوك بعد ارتفاع الطلب عليها خاصة في المناسبات والأعياد. وحسب مصادرنا من البنك الوطني الجزائري، فإن عملية توزيع بطاقات الدفع الالكتروني واستعمالها من طرف الزبائن يبقى محتشما بسبب تحديد قيمة السحب ب 7500 دج في الأسبوع، مع تجميد صلاحية البطاقات في حالة سحب أموال تزيد عن قيمة الرصيد رغم أن الزبائن المعنيين هم عمال يتقاضون أجرتهم شهريا وعليه فإن أرصدتهم تمون بصفة آلية، غير أن البنك لا يمكنه اقتطاع المبلغ المسحوب عن طريق البطاقة المغناطيسية ولغاية اللحظة لم يتم حل إشكالية البطاقات المجمدة، وعليه تتوقع إدارة المؤسسة بعد إطلاق خدمة الاستعلام عن الرصيد عبر الموزعات الالية تحسين أداء الصراف الالكتروني وتشجيع المواطنين على استعمال بطاقاتهم التي تبقى وسيلة دفع سهلة. ويتوقع المختصون من خلال الخدمة الجديدة إعطاء دفع للعديد من العروض السابقة منها بطاقات الدفع الالكتروني لشركة نفطال التي تسمح بالاقتطاع من الرصيد مباشرة وتعويض وصول البنزين، من جهته يتوقع بنك الجزائر من خلال العرض الجديد إعطاء دفع لخدمة الربط ما بين البنوك الذي يجمع اليوم 18 مؤسسة مصرفية بين عمومية وخاصة بالإضافة إلى مؤسسة بريد الجزائر عبر نظام معلوماتي واحد، علما أن بريد الجزائر كان سباقا في إطلاق خدمة بطاقات الدفع الالكتروني والاستعلام عن الرصيد. وتشير مصاردنا إلى أن شركة النقد الآلي والعلاقات التلقائية بين البنوك ''ساتيم'' ستسهر على توفير أرضية الكترونية عبر الموزعات للسهر على تأمين الشبكة وكل المعلومات المتداولة عبرها، حيث يتوقع أن يرتفع عدد الموزعات الآلية مع نهاية السنة الجارية إلى أكثر من ألفي موزع بعد أن ارتفع عدد الحاصلين على بطاقات الدفع الالكتروني إلى 7 ملايين و830 ألف بطاقة منها 6 ملايين تابعة لمؤسسة بريد الجزائر وحدها، في حين أحصى بنك الجزائر توزيع 2946 قارئ لدى التجار غير أن اغلبها لم يتم استعمالها بسبب عزوف المواطنين عن استغلال بطاقاتهم المغناطيسية. وبغرض عصرنة نظام الربط ما بين البنوك تقوم شركة ''ساتيم'' بالتفكير في اعتماد نظام معلوماتي جديد لتحسين أداء الموزعات الالية وتشجيع المتعاملين والتجار على استعمالها.