تواجه شبكة الماء الصالح للشرب الممولة لقرى بلدية سيدي نعمان، الواقعة على بعد حوالي 20 كلم عن ولاية تيزي وزو، مشكل تسرب المياه المستعملة إليها واختلاطها، مما يشكل خطرا حقيقيا يهدد صحة المواطنين والمحاصيل الزراعية التي تعتمد بالدرجة الأولى على مياه الآبار للسقي والشرب. وذكر مصدر محلي من المنطقة ل ''المساء'' أن شبكة الماء الشروب تشهد تصدعات وتشققات مستمرة لكونها قديمة، إلى جانب عملية سرقة مضخات المياه التي تطال الشبكة بشكل مستمر والتي يترتب عنها انقطاع الماء الشروب عن قرى البلدية لعدة أيام، موضحا أنه وفي كل مرة تعمد ''الجزائرية للمياه'' إلى إصلاحها، يقوم اللصوص بسرقتها مرة أخرى. وأضاف المصدر أن المشكل الذي يؤرق السكان هو تسرب المياه المستعملة التي تتخذ الطرق ومختلف مسالك القرى طرقا لها، والتي باتت تهدد الماء الصالح لشرب والينابيع والآبار التي تعتبر المصدر الوحيد لتزويد المنطقة بهذه المادة الحيوية، والتي أضحت غير قابلة للاستهلاك بعدما أصبحت مهددة بالتلوث، مشيرا إلى أن غياب شبكة الصرف كان وراء تسرب المياه المستعملة نحو مياه الآبار، خاصة الواقعة في سفوح الجبال وأسفل التجمعات السكنية، هذه الأخيرة التي تم تدعيمها بشبكة الصرف بطريقة عشوائية لم تخضع لدراسة، والتي أنجزها السكان حسب معرفتهم وبإمكانياتهم الخاصة. وعبر المتحدث عن قلقه إزاء ما قد ينجر عن هذه الوضعية التي تهدد بمشكل بيئي حقيقي، إضافة إلى وجود عدة عائلات تلبي حاجياتها من مياه الآبار، مما يشكل خطرا على صحة أفرادها فضلا عن أن تسرب المياه المستعملة في الطبيعة وفي طرقات القرية يجلب مختلف أنواع الحشرات الضارة خاصة منها السامة التي تهدد سلامة الأطفال الصغار وبالخصوص الرضع، كما أن الفلاحين لا يزالون يعتمدون على هذه المياه للسقي. وأمام هذا الوضع المقلق، دق سكان سيدي نعمان ناقوس الخطر وناشدوا السلطات المعنية التدخل لإيجاد حل للمشكل، وبرمجة أشغال إنجاز وتدعيم المنطقة وقراها بشبكة الصرف لحماية الماء الشروب من التلوث وضمان سلامة المواطنين من الإصابة بأمراض خطيرة وأوبئة. وذكر مصدر مقرب من البلدية ل ''المساء'' أن هذه الأخيرة كانت خلال العشرية السوداء منطقة مهجورة بسبب انعدام الأمن، غير أنها أخذت السنوات الأخيرة تعرف كل من قرية بومهلة، زيوج قارة، أولا واث، ذراع خليفة وغيرها من القرى التي طالتها ظاهرة هجرة قاطنها، عودة تدريجية للقاطنين بها إلى أراضيهم ومنازلهم بفضل تشجيع المسؤولين المحليين للعائلات من خلال تخصيص غلاف مالي معتبر موجه لترميم وإعادة تهيئة منازلهم التي تعرضت للتخريب، حيث تقرر منحهم إما مساعدة مالية قدرها 25 مليون سنتيم والموجهة لإعادة ترميم سكناتهم أو استفادتهم في إطار السكن الريفي. وقال نفس المصدر أن البلدية تبقى تعاني من نقائص في شتى المجالات، بسبب نقص العقار الذي من شأنه أن يحتضن المشاريع التنموية المختلفة التي يطالب بها السكان، حيث أن العقار البلدي والمقدر بأزيد من 60 هكتارا، الذي تحوز عليه المنطقة، استولى عليه الخواص الذين تابعتهم البلدية قضائيا، وأكد في هذا السياق أنه في حال استرجاع البلدية لهذه الأراضي يمكن للمجلس الشعبي البلدي لسيد نعمان أن يباشر بإنجاز عدة مشاريع مختلفة تضمن تحسين الإطار المعيشي للقاطنين بها.-