نحن في الجزائر وأقطار المغرب جبلنا على محبّة الرسول وآله وتمسكنا بهذا الحب الذي ما يزال ينمو ويصعد ونحن نتبرك به ونسعد، وغير بعيد قبل أن تدخل ديارنا وسائل الإعلام المسموعة والمرئية لا ننادي من لا نعرفه باسم "الحاج" أو "عمي" أو "الشيخ" بل كنا نناديه ب "سي محمد" الذي يعنييعدّها: ابن تريعة "سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم" وكان الفرنسي الذي احتل ديارنا واستولى على ممتلكاتنا وحاول إطفاء النور الذي اهتدينا به لا ينادي على أي عربي إلا باسم "محمد" والعربي في عرفنا المسلم، وفي عرف إخواننا القبائل "العربي" هو محمد، ولهذا نجد في الكثير من أسمائهم اسم "سي العربي" أما النساء فأغلب الأسماء التي يتزين بها مجتمعنا هو اسم "فاطمة" و "الزهرة" أي "الزهراء" و "عائشة"و"حفصة" و"زينب" و "رقية" و "سعدية" نسبة الى "حليمة السعدية" و "حليمة" وهكذا أسماؤنا يتكرّر فيها اسم محمد، أحمد، محمود، أمحمد، وهذا كلّه تبركا باسمه صلى اللّه عليه وسلم وحبا له وفيه، ورحم الله أبالقاسم بن جزي أحد مشايخ لسان الدين بن الخطيب رحمهما الله تعالى إذ يقول: "أروم امتداح المصطفى فيردّني قصوري عن إدراك تلك المناقب ومن لي بحصر البحر والبحر زاخر ومن لي باحصاء الحصا والكواكب ولو أن أعضائي غدت ألسنا إذن لما بلغت في المدح بعض المآرب ولو أن كل العارفين تألّبوا على مدحه لم يبلغوا بعض واجب" وقال الإمام البوصيري رضي الله عنه في زاد الميعاد التي وازن بها بانت سعاد· "كل البلاغة عيّ في مناقبه إذا تفكّرت والتكثير تقليل لو أجمع الخلق أن يحصوا محاسنه أعيتهم جملة منها وتفصيل" وقال الشيخ العارف بالله عبد الغني النابلسي في خطبة ديوانه نفحة القبول في مدحة الرسول صلى اللّه عليه وسلم: "إن الثناء على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بما هو أهله ليس في قدرة أحد من الخلق أبدا، على طول المدى، ولو نسخت له الفصاحة حروفا، وقسمت له البلاغة أقساما وصنوفا، كيف والفصاحة والفصيح، والبلاغة والبليغ كل ذلك مخلوق من نوره، قبل أوان ظهوره، وإنما القدرة على ذلك ليست إلا للواحد القديم، الذي خلقه وهو به عليم، وقد أنزل مدحه عليه في محكم آيات القرآن الكريم"· وهو ذا رسولنا الكريم ينبغي علينا أن نرفعه المكانة الرفيعة التي رفعه إليها الله، ولا نعر كبير بال لحقد الحاقدين الذين أعمى الله أبصارهم وبصائرهم·