يتساءل سكان مدينة سكيكدة عن بقاء عربات التليفيريك، الذي تم تدشينه منذ سنتين، متوقفا منذ قرابة 6 أشهر، بعد أن ساهم بشكل كبير في فك العزلة عن العديد من المناطق الواقعة بمرتفعات المدينة والتي تعيش نقصا ملحوظاً في وسائل النقل، ومنها حي الزرامنة، بولقرود، وادي الوحش وسيدي أحمد وكذا منطقة سطورة، بمعدل نقل ألف مسافر يومياً. وتشير مصادر مقربة من مؤسسة النقل بالتليفيريك ل ''المساء'' أن الخط الذي لم يدم استغلاله أكثر من 2000 ساعة منذ انطلاقه، عرف عدة توقفات بسبب عوامل عدة منها ضعف مداخله المالية بسبب عزوف المواطنين على استعماله، مع العلم أن سعر التذكرة قد حددت ب20 دج، بينما سعر حافلات النقل الجماعي الخاصة وعلى كثرتها، والتي تربط وسط سكيكدة بحي بوعباز، يقدر ب15 دج، مما جعل رقم أعمال هذه المؤسسة لا يتعدى سنويا ال 03 ملايين دج، وهو مبلغ غير كاف لا يضمن حتى أجور 40 عاملا، إضافة إلى أجور 24 عون أمن ووقاية موزعين على المحطات الثلاث التي تقدر ب07 ملايين دج، دون إهمال مصاريف الصيانة. وتُرجع مصادرنا سبب توقفه إلى خلل تقني يتمثل في تأخر عملية إعادة ربط الكوابل الحديدية بطريقة متينة بعد أن تعرضت للتمدد، مما أضحى يشكل خطراً على حركة العربات، وأن الإشكال المطروح حاليا يتمثل في التباعد بين العمودين الموجودين على مستوى المنطقة المرتفعة لبويعلى والمحطة، مما يتطلب تدخل المصالح التقنية للشركة السويسرية التي قامت بإنجاز هذا التليفيريك. للإشارة، فإن هذا المشروع كلف الدولة 150 مليار سنتيم وانطلقت أشغال إنجازه في سبتمبر ,2007 وعرف تأخرا في الإنجاز قدّر بأكثر من 11 شهرا بسبب طبيعة الأرضية غير المستقرة، مما تطلب العمل على إعادة تثبيتها من خلال القيام بأعمال الحفر على عمق 30 مترا تحت الأرض.