هو اليوم مدير مركز "المحبّة" للاستشارات والتدريب والإعلام الكائن بالعناصر (العاصمة)·· مشواره مع هذا العلم كان هدية من الرحمن الرحيم أنقذته لينطلق مجددا في سكة الحياة ومعه مهارات التحكّم في الذات التي كان يفتقر اليها·· حقّق ما يجمع بين متعة التحكم في الذات ومتعة مساعدة الغير على اكتساب مهارة إدارة الحالة النفسية والذهنية، قرّر أن يكرّس حياته لغاية نبيلة، وهو يناضل الآن من أجل تحقيقها وإنجاحها· إنه السيّد أحمد بو عبد الله صاحب تجربة تستحق أن تروى بعد أن لوّنها بعطاءات·· التقته "المساء" في المركز الثقافي عز الدين مجوبي حيث أشرف على اختتام دورة تدريب في التنمية البشرية، فاستهلت الحديث معه بالإضاءة على بداياته··· في تفاصيل الدردشة اتضح أن للكتب فضل عليه في اكتشاف سرّ الحياة المتوازنة والإنسجام مع القيم المحلية والموروثات كما بدى جليا أن صدف الحياة قد تصنع نجاحا لم يكن في قائمة الأحلام! التجارب·· هدية صحّية! هو رجل مدمن على المطالعة وصديق حميم للكتب وفي أواخر سنة 2003 شاء القدر أن يجد "هدية انقاذ" على حدّ تعبيره في الصالون الدولي للكتاب·· وهو هنا يحدّثنا عن نفسه: "شغفي بالمطالعة قادني لزيارة صالون الكتاب، فكان تقدير العزيز العليم أن أتلقى هدية منه تمثلت في الإطلاع على البرمجة اللغوية العصبية (فن من فنون التنمية البشرية)·· وقد تزامن هذا مع مروري بأصعب مراحل الحياة على الإطلاق· فقد اطّلعت على هذا اللون من الفن بعدما وجدتني أمام شخص يتحدث عن قوانين العقل الباطن عبر شاشة التلفزيون، فرحت لأني وجدت حينها ما كان ينقصني فالتزامي وإيماني كان ينقصهما مهارات التحكّم في الذات"· هكذا اكتشف السيّد أحمد بوعبد الله شيئا مميزا قرّر أن يكرّس له أيام الحياة·· والبداية كانت بالإلتحاق بمركز الراشد ببئر خادم، حيث تلقى أولى التدريبات في علم التنمية البشرية تحت إشراف مديرة المركز الأستاذة فتوحة سعيد، ثم عقبها الخضوع لعدّة دورات تدريبية توّجت بالحصول على شهادة ممارس متقدم سنة 2005، وهي نفس السنة التي تحصل فيها على شهادة مدرب محترف·· فكانت ثمرة هذه الشهادات تأسيس مركز المحبة الذي يعمل وفقا لمبدأ مساعدة الناس منذ ثمانية أشهر· المحبّة أقوى قوّة ولدى سؤاله ما سرّ إطلاق تسمية المحبّة قال: "تعدّ المحبة أقوى قوة موجودة في الكون·· إنها شبكة اتصال كوني، والإحساس بها كفيل بتحريك عملية التشافي الداخلية سيما عندما يتعلق الأمر بالأمراض العضوية ذات المنشأ النفسي· تعلّم السيد أحمد بو عبد الله كيف يسيطر على ذاته، فبدأ مسيرة التدريب بإجراء أول دورة رسمية في شهر ماي من السنة الفارطة·· وبلغ عدد الدورات التي أشرف مركز المحبّة على تنظيمها لحد الساعة ثماني دورات استقطبت أزيد من 100 متدرّب· العديد من المتدربين يسجل محدثنا يعيشون في ظروف ميسورة ماليا، لكنهم يعانون من خراب في نفوسهم ومن الافتقار الى مهارات إدارة الذات والتحكّم في الحالة النفسية والذهنية· وهنا كان لابد من طرح سؤال عليه: ما الذي قدّمته التنمية البشرية لهؤلاء المتدرّبين؟ فأجاب: "لقد أدت الى إحداث تحوّل كلي في حياتهم ذلك لأنها تجيد فن تصحيح الأخطاء من خلال تغيير المنظار الذي يعتمد على تقنيات متطوّرة يتم تكييفها مع واقع بيئتنا لتعطي تنائج ملموسة وبسرعة!·· ونحن ننظم حاليا ورشات لصالح أخصائيين نفسانيين حول التفوّق الدراسي"· وراء النهضة تخطيط للحياة ولأن التنمية البشرية الباب السحري للعبور الى دنيا التفكير الإيجابي فإن وصولها الى كافة أفراد المجتمع سيؤدي حتما الى تحقيق نهضة حقيقية في المجتمع·· إن النهضة تبدأ من معرفة كيفية التخطيط للحياة، وهي الوصفةالتي تفتقر اليها، يؤكد مدير مركز المحبّة، إيمانا منه بالبعد القوي لرسالته وسموّ أهدافها باعتبار أن عمل المركز يستهدف بالأخص شريحة الطلبة الجامعيين لكونهم إطارات المستقبل· ويقول السيد أحمد بو عبد الله الذي استهوته لذّة التنمية البشرية: "بدأنا من لا شيء وقطعنا أشواطا كبيرة، وهذا يفتح أمامنا مجالا للطموح أساسه أن يفتح مركز المحبّة ضمن أحسن خمس مراكز في العالم في ظرف خمس سنوات"·