تحتفل الجزائر غدا وعلى غرار باقي دول المعمورة باليوم العالمي للسياحة المصادف ل27 سبتمبر تحت شعار ''السياحة والتقارب الثقافي'' وقد وقع الاختيار على ولاية تيبازة لاحتضان الاحتفالات الرسمية لهذه التظاهرة التي ستعرف تنظيم برامج متنوعة تعنى بمجال السياحة بالإضافة إلى تكريم إطارات سابقة في قطاع السياحة مع تنشيط ندوات ولقاءات ومعارض بالصور تبرز مقومات السياحة المحلية تشرف عليها المديريات الولائية للسياحة والصناعة التقليدية بالتعاون مع مختلف المهنيين والمتدخلين في القطاع. وحسب مصدر من خلية الإعلام والاتصال بالوزارة سيشرف اليوم وزير القطاع على تكريم إطارات سابقة ساهمت في تطوير قطاع السياحة ببلادنا، من بينهم، السيد عبد الرحمان بروان، أول مسؤول جزائري بعد الاستقلال على وكالة السياحة الجزائرية وعثمان سحنون مدير سابق للديوان الوطني للسياحة وعاشور أمحيس أول مسؤول للمؤسسة الوطنية للدراسات السياحية إلى جانب عبد القادر بن يقدومي مدير عام سابق للمدرسة الوطنية العليا للسياحة. ويمثل شعار الاحتفالات الذي اختير لهذه السنة رهانا ثنائيا بالنسبة للجزائر من حيث أهمية السياحة في الربط والمزج بين الثقافات سواء على المستوى الداخلي وما يتعلق بالسياحة الداخلية باعتبار الجزائر قارة ثقافية متنوعة العادات والتقاليد، أو على المستوى الخارجي بالنظر إلى أثر السياحة والسفر على بناء شخصية الإنسان واحتكاكه بثقافات شعوب الدول الأخرى. ويجري الاحتفال بهذا اليوم العالمي وسط ظروف استثنائية يعرفها العالم بشكل عام والسياحة بشكل خاص، حيث أتت الصراعات والانتفاضات التي تعرفها العديد من دول العالم، خاصة تلك التي تتربع على موروث سياحي هام على إيرادات السياحة العالمية التي عرفت تراجعا لدى العديد من الدول، خاصة منها العربية التي تقهقرت بها السياحة بسبب الظروف الأمنية، الأمر الذي سينعكس سلبا على واقع التنمية المحلية بها والتي كانت أساسا تعتمد على السياحة. وعلى هذا الأساس، ركز القائمون على قطاع السياحة العالمية ومن خلال شعار هذا العام على إبراز السياحة المحلية وتشجيع التنمية المحلية وتشجيع السياح على اقتناء الهدايا التذكارية محلية الصنع، بالإضافة إلى أنها تعكس الثقافة المحلية للمنطقة أو البلد المستضيف، فهي تساهم في التنمية وبناء اقتصاد محلي يعتمد أساسا على السياحة والثقافة المحلية التي تعد إحدى دعائم السياحة العالمية والتي تستدعي اهتماما أكبر من قبل الدول والحكومات والمنظمات العالمية والمحلية المختصة. وبهذه المناسبة، بعث الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية رسالة ركز فيها على المغزى من اختيار شعار ''السياحة والتقارب الثقافي'' لهذا العام والرهانات المرتبطة بالسياحة والثقافة، حيث أكد على أن الشعار تعبير عن دور السياحة في تذليل العوائق القائمة بين الثقافات، وفي تعزيز التسامح والتفاهم والاحترام المتبادل، ''ففي عالمنا الذي غالبا ما يعاني من الانقسام، تمثل هذه القيم الأساس الذي عليه يقوم مستقبل يعمه مزيد من السلام'' يضيف السيد طالب الرفاعي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية. ويشير السيد الرفاعي إلى الأرقام المسجلة في قطاع السياحة العالمية خلال العام الماضي، حيث عبر أزيد من 940 مليون سائح الحدود الدولية وهو مؤشر -يضيف- على أنه لم يسبق لشعوب العالم وثقافاتها أن تواصلت كما تتواصل حاليا على الرغم من كل الأزمات والصراعات الحاصلة والتي ستعمل السياحة على تذليلها من خلال مد جسور الترابط والتقارب بين الناس أكثر فأكثر كل يوم. ويقع على عاتق منظمة السياحة العالمية الترويج للسياحة وتنميتها، من أجل الإسهام في التنمية الاقتصادية والتفاهم الدولي والسلم والازدهار والاحترام العالمي لحقوق الإنسان والحريات الأساسية على اعتبار أن لكل الشعوب ولكل الأمكنة ثقافتها الفريدة وإن اختبار طرق عيش مختلفة واكتشاف أطعمة وعادات جديدة وزيارات المواقع الثقافية قد أصبحت من أهم دوافع السفر وبالتالي مصدرا حاسما للدخل وإيجاد فرص العمل، لاسيما للبلدان النامية. وعلى الرغم من أن إيرادات السياحة غالبا ما يجري تحويلها للعناية بالمواقع الثقافية، بل أيضا لإحياء الثقافات إلا أن القطاع تقع عليه مسؤوليات هامة تتمثل أساسا في تقليص أية آثار سلبية محتملة على الأصول الثقافية وعلى تراث البشرية وهو ما تؤكد عليه المدونة العالمية لآداب السياحة والتي تظم مجموعة من القيم والمبادئ والمقاييس العالمية بالإضافة إلى إرشادات للتنمية السياحية لكي تتم هذه التنمية على نحو مستدام وأخلاقي ومسؤول. ووجه الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية نداءا بمناسبة الاحتفال بهذا اليوم العالمي يدعوا فيه كل المعنيين بالسياحة من أجل العمل بطريقة واعية تحترم الثقافة وبالتالي تعزيز الحوار بين الثقافات والحرص على مشاركة المجتمعات المحلية مشاركة كاملة في فرص التنمية السياحية والاستفادة من السياحة التي تعد قطاعا اقتصاديا يقوم على التفاعل والتبادل والحوار بين الناس.