أكد أمس بوزرورة اليزيد اطار بوزارة الموارد المائية في تصريح ل «الشعب» أن البناء في مناطق الوديان ممنوع بقوة القانون رقم: 12 / 05 واستغرب مواصلة البناء في هذه المناطق مشددا على ضرورة تحميل المسؤولية لمن يسمح بالبناء في تلك المناطق الخطرة. وأضاف لنا المتحدث على هامش ندوة «المجاهد» حول الوقاية من الكوارث الطبيعية أن قطاع الموارد المائية قد أنجز الكثير من الدراسات والمخططات لتعزيز حماية المدن ومختلف المناطق من الفيضانات على غرار السد الذي تم انجازه في مدينة سيدي بلعباس وتقوم ذات الوزارة بانجاز الكثير من الدراسات في هذا الجانب لضبط النقاط السوداء التي سيتكفل بها الديوان الوطني للتطهير. من جهتهم أجمع الخبراء المشاركون في الندوة التي تتزامن مع اليوم العالمي للوقاية من الكوارث الطبيعية الذي حددته منظمة الأممالمتحدة على ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق بين مختلف القطاعات التي لها علاقة بالكوارث الطبيعية موضحين بان تحسين طرق ووسائل الاتصال وادماج المواطن كعنصر فعال في مختلف الاستراتيجيات عامل مهم للتقليل من الخسائر المادية والبشرية. وأشار محمد بلعزوقي رئيس المخبر الوطني لهندسة الزلازل أن الكثير من المواطنين يتجنبون احترام مقاييس البناء المضادة للزلازل والتي تعمل بها الجزائر منذ 1980 وهو ما يبرر الخسائر في بعض المناطق إذ على المواطن أن لا يبخل على نفسه في مجال البناء بمعايير الحماية من الكوارث الطبيعية. وقال المتحدث أن خبراء وباحثين مازالوا يدرسون سبل تعزيز اجراءات الحماية من الكوارث الطبيعية وخاصة الزلازل تبعا للندوة التي انعقدت العام الماضي في نادي الصنوبر والتي عرفت نجاحا كبيرا. وكشف المكلف بالاتصال بالحماية المدنية الرائد فاروق عاشور أن الجهاز قام بالكثير من الجهود منذ سنوات للتأقلم مع التطورات والتحولات التي تعرفها الكوارث الطبيعية موضحا بان فعالية الحماية المدنية من فعالية الاتصال بين مختلف الهيئات، مبرزا بان كل فرد مطالب بالاندماج في المخطط من خلال التبليغ في الوقت المناسب عن أي حادث أو كارثة. وأشار إلى ان تكثيف التنسيق مع مصالح الأرصاد الجوية سمح باستباق التدخل في الكثير من مناطق الكوارث الطبيعية خاصة في الفيضانات الأخيرة، وتعمد الحماية المدنية الى انجاز مخططات طوارئ في كل ولاية من خلال رصد مختلف المعلومات والمعطيات وهو ما يمثل بنك معلومات وهو ما سيسمح بتفعيل التدخل والتقليل من المخاطر في انتظار تنصيب أجهزة انذار مبكرة للفيضانات. وتمنح الحماية المدنية الكثير من الاهتمام للجانب الاعلامي من خلال التركيز على حملات التوعية والتحسيس خاصة في الاذاعات المحلية لترسيخ سلوك التعامل مع الكوارث الطبيعية خاصة لدى الأطفال. وفي سياق متصل شددت السيدة رمكي ممثلة وزارة التربية في الندوة على ضرورة تكثيف المجهودات لمواصلة حملات التحسيس في الأوساط المدرسية والأماكن التي يتواجد بها الأطفال لترسيخ ثقافة التعامل مع الكوارث اقتداءا بالتجربة اليابانية داعية وسائل الاعلام للانخراط بقوة في هذا المسعى. وقالت صليحة آيت مصباح مديرة البحث والبناء بوزارة السكن والعمران أن كل الامكانيات متوفرة لتجنب الآثار المدمرة للكوارث الطبيعية وهذا من خلال الدراسات المنجزة في مختلف المجالات في سياق الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات تضاريس الجزائر وموقعها الزلزالي مؤكدة بانه لا مجال للتحجج بنقص الامكانيات والتمويل وعليه فالارتقاء بمستوى الانجاز بالمقاييس العالمية أحسن حصانة لتفادي الخسائر التي تنتج عن الكوارث الطبيعية. وتحدثت في سياق متصل عن أهمية مخبر الهندسة الزلزالية الذي أنشأته الجزائر والذي يعتبر مرجعا في مجال تطوير البناءات المضادة للزلازل، مؤكدة بان دور الاعلام يبقى كبيرا جدا في متابعة كل ما من شانه تطوير استراتيجيات التقليل من حجم الكوارث وخسائرها.