تتواصل فعاليات النوبة في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 والتي تهتم بتكريم شيوخ الأغنية الأندلسية للمدارس الثلاث (الجزائر العاصمة وتلمسان وقسنطينة)، وكذا بعرض صور وأسطوانات ومخطوطات وكتب عن الفن الأندلسي في الجزائر وفي هذا السياق يكرّم اليوم وغدا الفنانان القديران الشيخ مصطفى والشيخ خير الدين عبورة. وسيتم اليوم ابتداء من الثالثة زوالا، تنظيم مائدة مستديرة بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، يديرها نصر الدين بغدادي وينشطها طه عبورة وستدور حول المسيرة الفنية للشيخ خير الدين عبورة، يعقبها عند الخامسة مساء، عرض للمخطوطات والكتب والاسطوانات الصوتية للشيخين من طرف فيصل بلقلفاط. وسيتم اليوم ايضا إحياء حفل من قبل اركسترا رضوان بن صاري (تلمسان) وتنشيط ريم حقيقي وكريم بوغازي وهذا في الثامنة ليلا، أما يوم الغد، فستحيي جمعية غرناطة (تلمسان ) حفلا في الثامنة ليلا وفرقة شيخ مصطفى بلخوجة (وهران) حفلا ثانيا في التاسعة ليلا. للإشارة، ولد سي مصطفى في 2 فيفري 1875 من عائلة برجوازية بتلمسان، وكان طالبا نبيها في الثانوية الأمر الذي مكّنه من مواصلة دراسته في المدرسة العادية ببوزريعة وعمره لا يتجاوز 16سنة، (من سنة 1891 الى سنة 1893)، لينتقل إلى عالم التدريس في مدرسة ''ديسيو'' في نوفمبر 1893(تلمسان). واستغل سي مصطفى دراسته في بوزريعة، لكي يصقل معارفه في الصولفاج، ثم يعود إلى تلمسان، ويستقر بها نهائيا ويبدأ في الاحتكاك بكبار الفنانين الأندلسيين مثل المعلم مقشيش ومنور بنعتو وبودلفة والاخوين ديب وغيرهم، مثلما كان عليه الأمر عندما كان يدرس في العاصمة، حيث أسس علاقات صداقة مع سفنجة وبن فراشو وغيرهما، ومما سهل ذلك، كونه زوج ابنة سي حرشاوي مفتي المسجد الكبير لتلمسان. وفي سنة ,1906التحق به محمد بن سماعين، الذي درس هو الآخر في مدرسة بوزريعة كما كان يتقن اللغة العربية، بالمقابل شهد سي مصطفى وفاة كبار الأغنية الأندلسية مثل مقشيش ومنور اللذين أخذا معهما الكثير من التراث الأندلسي ومثّل هذا الأمر فاجعة بالنسبة للفنان الذي كان شاهدا على ضياع جزء مهم من التراث الأندلسي. أما الشيخ خير الدين عروة، فهو ابن مصطفى عروة وزليخة حرشاوي، ولد في 7مارس 1908 بتلمسان، درس في المدرسة الابتدائية ''ديسيو'' وواصل دراسته في متوسطة مدرسة تلمسان، كما اهتم والده بتلقينه مبادئ الموسيقى، وفي سنة 1929 استدعي الشيخ للخدمة العسكرية بتلمسان وبعد 10 سنوات جند في سوريا، وكان ذلك فرصة له لكي يعمقّ معارفه الموسيقية خاصة في الطابع المشرقي من جهة وكذا من الاحتكاك بكبار الفنانين السوريين من جهة أخرى. وعاد الشيخ عبورة إلى تلمسان بعد غياب عنها دام سنتين، واشتغل كعون في بلديتها، وفي أواخر الأربعينات وّظف مديرا فنيا لإذاعة تلمسان، وشكّل ذلك مناسبة للالتقاء بالعديد من فناني المنطقة في الطابع الأندلسي من بينهم: الشيخ العربي بن صاري وولديه رضوان ومحمود والشيخ عبد الكريم دالي والشيخ عمر بخشي وغيرهم، كما كانت له اتصالات مع كبار الشيوخ العاصميين مثل بشطارزي وفخارجي وسري وغيرهم. وغادر الشيخ عبورة تلمسان سنة 1957 متجها إلى الرباط (المغرب) وعاش فيها إلى حين استقلال الجزائر وفي هذه السنة اتصل مجددا بالشيخ العربي بن صاري وسجل معه بعضا من التراث الموسيقي (الأندلسي والحوزي وغيره)، وفي سنة 1966 ترأس الشيخ أوركسترا جمعية غرناطة، أما في سنوات السبعينات، اهتم بالبحث في التراث الأندلسي بالتعاون مع المعهد الوطني للموسيقى (موشحات الزجل لجلول يلس وأمقران حفناوي)، ومن ثم تقاعد عن عمله سنة 1973 ليخصص وقته لزاوية الشيخ ممشاوي، توفي الشيخ في 16جويلية .1977