تم، أمس، تدشين المركب الثقافي ''عبد الوهاب سليم'' بمنطقة شنوة بتراب بلدية تيبازة، بحضور السلطات المحلية، وذلك على هامش التظاهرات المخلدة للذكرى ال50 لأحداث 17 أكتوبر 1961 الأليمة. وقد أشرفت على حفل التدشين الأمينة العامة لوزارة الثقافة السيدة جاهدو جميلة. ويعد المركب الثقافي لشنوة الملحقة الثانية للديوان الوطني للثقافة والإعلام بعد مركب عين البنيان. وسيمثل مركز إشعاع ثقافي بولاية تيبازة التي كانت، إلى عهد قريب، تفتقر لهياكل استقبال بهذا الحجم رغم كونها تضم عددا كبيرا من الفنانين الشباب وسبع جمعيات للموسيقى الأندلسية. للعلم فإن هذا المركب يتربع على مساحة مبنية قدرها 241,94 7 م2 ويتكون من ثلاثة طوابق ومسرح في الهواء الطلق تتراوح طاقة استيعابه بين 600 و800 مقعد موجهة للنشاطات الثقافية بمختلف أشكالها والبيداغوجيا، كما ذكره مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام السيد ابن تركي لخضر. وسيخصص الطابق الأرضي للمركب لاحتضان المعرض برواقين أحدهما خاص بالفن المعاصر والثاني سيوجه لعلم الآثار والصناعة التقليدية وهما محاذيان لورشات الرسم والفنون التقليدية. كما سيخصص الطابق الأول من هذا الهيكل الثقافي والذي يتربع على 1400 م2 لمصالح تسيير النشاط المسرحي وورشة لتعليم الموسيقى وورشة للفنون الدرامية وأخرى للفن الغنائي. أما المكتبة المتواجدة بالطابق الثاني فتضم قاعة لإعارة الكتب وأخرى للمطالعة وقاعة لعرض الأشرطة ونادي ''سيبرنتيك'' وميدياتيك علاوة على فضاء لالتقاء الفنانين. ويحتوي الطابق الثالث للمركب المطل على البحر على جناح خاص بتتبع حركة الكواكب وناد لعلم الفلك وقاعة مطالعة وأخرى خاصة بإعارة الكتب الموجهة للباحثين والطلبة بالإضافة إلى مسرح في الهواء الطلق. وفيما يتعلق ببرنامج نشاطات المركب، أوضح المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام في تصريح ل(وأج) أنه سيتمحور في مرحلة أولى حول النشاطات البيداغوجية والتعليمية من خلال فتح مكتبات وقاعات المطالعة ونادي ''سيبرنتيك'' إلى جانب ورشات خاصة بالإعلام الآلي والرقص والمسرح ''قبل التفكير في تنظيم عروض موسيقية على أن يتم إعداد برنامج سنوي اعتبارا من جانفي .''2012 يذكر أن الكلفة الإجمالية لإنجاز هذا المركب بلغت 310 مليون دج ساهمت الولاية في تمويل الشطر الأول منه على أن يتعزز القطاع بالولاية في الأيام القادمة بفتح دار للثقافة بمدينة القليعة وقاعة مطالعة عمومية بتيبازة. للإشارة يحمل المركب الثقافي لشنوة اسم المرحوم عبد الوهاب سليم واسمه الحقيقي عبد الوهاب شباطي تخليدا لذكرى هذا الباحث في مجال الموسيقى المولود بعين البيضة بولاية أم البواقي والذي وري التراب ببواسماعيل أين قضى فترة من عمره إلى أن وافاه الأجل سنة .1999 وقد ساهم عبد الوهاب سليم الذي كان مولعا بحب الموسيقى الأندلسية في تشكيل أركسترا الحرس الجمهوري. كما قاد الأركسترا السمفونيا الوطني وأركسترا كل من الإذاعة والتلفزة واشتغل لفترة طويلة أستاذا بمعهد الموسيقى للجزائر العاصمة، حيث ساهم في تكوين عدد كبير من عشاق الموسيقى.(وأ)