صدر مؤخرا العدد الخامس عشر من مجلة الثقافة الشعبية الفصلية المتخصصة، والتي تصدر بالبحرين عن أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر. وفي افتتاحية المجلة، أشارت هيئة التحرير إلى أهمية الثقافة والوطنية، وضرورة الوعي بها وبترسيخها لدى الأجيال الجديدة التي صارت على جهل تام بمكونات الثقافة الوطنية للبحرين. وتشير الافتتاحية إلى أن بعض الشعوب بحاجة إلى صاعق يفجر غفلتها ويهزها من سباتها، لتحس بما يدور من حولها ولتدرك بأن في الحياة أخطارا، مشيرة إلى الأحداث التي جرت بالبحرين، لتطرح هيئة التحرير في النهاية تساؤلا: ''هل كنا فعلا بحاجة إلى هذا الزلزال وإلى هذه الصحوة المتأخرة، ليكون الوطن غاليا إلى هذا الحد.. رب ضارة نافعة''. وفي التصدير، تتحدث الكاتبة التونسية نور الهدى بارديس عن ''الذاكرة البشرية والذاكرة الإلكترونية''، لتطرح خلال مقالها تساؤلا حول الذاكرة الشعبية، وهل مازالت تحظى بالمكانة نفسها إزاء غزو التخزين الإلكتروني للمعلومات. وفي قسم آفاق، يتحدث إبراهيم غلوم عن ''حضور التراث على المسرح''، وتأثير وجود التراث، في حين يتناول قسم الأدب الشعبي عددا من الموضوعات من بينها دور الحكاية الشعبية في فهم الثقافة الشعبية الفلسطينية، حيث يقدم الكاتب الأرني عمر الساريسي دراسة حول الموضوع، متناولا القصص الشعبية والخرافية وغيرها من مكونات الأدب الشعبي الفلسطيني؛ كالأغنية والأمثال والألغاز، مقدما حكاية أسطورية ''فرط رمان الذهب''، وأخرى شعبية ''حكاية منع القدر''، محاولا تحليل الحكايتين. الكاتب السوداني على إبراهيم الضو، يقدم في نفس القسم دراسته ''استخدام النظرية البنائية في تحليل الحكايات الشعبية''، ويقدم أحمد زياد محبك ''الحرف اليدوية في حكايات بلاد الشام، ويوضح ''عبد محمد بركو''، أن اللغز شكل قديم من الأدب الشعبي، من قدم الأسطورة، متناولا نشأته ووجوده في الموروثات الشفاهية القديمة، وفي الشعر العربي القديم، والحكاية الشعبية وغيرها. ومن العراق، يقدم ''خيرا الله سعيد'' مقالته''المناوبة في غناء الموال العراقي''، وبينما يقدم البحريني ''عبدالرحمن سعود سامح'' دراسته ''ألفاظ في لهجتنا العامية.. أصلها فصيح ثابت بالقرآن الكريم''. ومن ذاكرة البحرين الشعبية، يقدم محمد أحمد جمال الشاعرة سعيدة بنت ناصر بين الحقيقة والخيال، مشيرا إلى أنها صورها الضمير الجمعي النسائي بأنها تنازل الرجال في قول الشعر، وقوة العين الخارقة، متناولا المرأة بالدراسة والتحليل مابين الحكايات التي صيغت حولها وبين شعرها. وفي باب ''عادات وتقاليد'' تبحر بزة الباطني مع اللؤلؤ والدموع ودوره في حضارات الشعوب المختلفة، والمعتقدات المختلفة حوله كاستخداماته السحرية وأساطير خلقه، وغيرها من الأمور، وفي نفس الباب يقدم ''عبدالكريم الحشاش'' دراسة حول القهوة العربية، أدواتها، أشعار قيلت فيها، ومن المشرق إلى المغرب، حيث يقدم ''محمد القاضي'' لعادات وحرف أهل شفشاون المنقرضة أو المهددة بالانقراض. وأمام موضوع الغلاف، يتناول أحد الفنون الشعبية البحرينية، وهو فن الجربة، متناولا تاريخها، وطريقة صنعها والتعامل معها وأشهر العازفين بها وأشهر فرق الجربة في البحرين، ومن واحة سيوة المصرية، يقدم حسام محسب ''رقصة الزجالة''. باب الثقافة المادية اهتم بالفن التشكيلي وجمالياته في البحرين، كما تناول النقوش الصخرية في سوريا. جديد النشر قدم خلاله نخبة من أحدث الإصدارات حول التراث والفلكلور الشعبي، في حين فردت المجلة جزءا لعرض إصدارات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في الثقافة الشعبية داخل العدد.