عقدت مجموعة الاتصال الثنائية الجزائرية-البريطانية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والمسائل الأمنية ذات الصلة بها اجتماعها الثالث يومي الإثنين والثلاثاء بالجزائر العاصمة. وتم التوقيع على محضر عقب هذا الاجتماع الذي ترأسه السيد كمال رزاق بارة مستشار لدى رئيس الجمهورية ومنسق المجموعة الوزارية المشتركة المكلفة بالعمل الخارجي في مجال مكافحة الإرهاب والجنرال روبين سيربي مستشار الوزير الأول البريطاني لمكافحة الإرهاب بشمال إفريقيا ومنطقة الساحل. وأوضح السيد رزاق بارة ل(وأج) أن ''هذا الاجتماع الذي يأتي غداة الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية البريطاني السيد ويليام هايغ إلى الجزائر يترجم الأهمية التي يوليها البلدان لتعميق الحوار في جميع المجالات بما فيها مكافحة الإرهاب''. وأكد المستشار لدى رئيس الجمهورية أن هذا اللقاء يأتي في ''ظرف صعب''. مضيفا أن حجم التهديدات والتحولات التي يعرفها الوضع على الصعيد الإقليمي ''يستدعي مشاورات منتظمة وأعمال تشاورية''. وقال السيد رزاق بارة أن هذا الاجتماع الثالث كان فرصة للطرفين لتبادل التحاليل والمعلومات حول تقدم مكافحة الإرهاب بكلا البلدين وما سطر لها مستقبلا على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأضاف ''قمنا باستعراض تطور تهديد منظمة القاعدة في المغرب الإسلامي بشبه المنطقة وتداعيات الأزمة الليبية فيما يخص انتشار الأسلحة بجميع أنواعها وتنقل عناصر مسلحة التي قد تهدد السلم والأمن بشبه المنطقة''. واستطرد نفس المتحدث أن الطرفين تناولا كذلك التعاون الثنائي والمساعدة التقنية سواء تعلق الأمر بمجالات العدالة والشرطة ومكافحة تمويل الإرهاب والجريمة الإلكترونية، كما أعربا عن ''مستوى'' و''نوعية'' التعاون في هذه المجالات. وفيما يخص التعاون متعدد الأطراف في مجال مكافحة الإرهاب أبرز رئيس الوفد الجزائري ''التقارب التام'' في وجهات النظر لكلا البلدين فيما يخص منع دفع الفديات للمجموعات الإرهابية من أجل تحرير الرهائن مضيفا أن الجزائر وبريطانيا يرافعان من أجل توسيع التوافق الدولي بخصوص هذه المسألة. كما أكد السيد رزاق بارا أن الطرف البريطاني قد أعرب بهذه المناسبة عن ''استعداده'' للمشاركة بشكل ''فعال'' في الاجتماع المقبل الذي ستعقده في أواخر نوفمبر بالجزائر مجموعة العمل حول منطقة الساحل التابعة للمنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب الذي تم إنشاؤه في سبتمبر الفارط بنيويورك. وتعد مجموعة الاتصال الجزائرية-البريطانية للتعاون حول مكافحة الإرهاب والمسائل الأمنية ذات الصلة التي تم تنصيبها منذ سنتين آلية للتشاور والحوار غير الرسمي والذي يسمح لكلا البلدين بتبادل وجهات النظر وتحليل عدد من القضايا المرتبطة بمكافحة الإرهاب. كما يهدف كذلك إلى البحث عن السبل والوسائل الكفيلة بدفع التعاون الثنائي في هذا المجال بأبعاده السياسية والدبلوماسية والقضائية والمالية وكذا الدعم التقني. (وأج)