عن دار نلسن في السويد ولبنان صدر كتاب ''خليل حاوي.. دراسات وشهادات.. كما قرأه طلابه''، الذي اشتمل على أربع دراسات لأكاديميين من طلاب حاوي تناولوا الشاعر الراحل في مجالات مختلفة. ومما خلص إليه بعض الدارسين علاقة خليل حاوي بالشاعر الإنجليزي كولريدج بينما خلصت دراسة أخرى إلى أن شعر حاوي يقوم على فكرة الفداء في أشكال مختلفة. والأكاديميون الأربعة هم الدكتور ديزيريه سقال والدكتور ربيعة أبي فاضل والدكتورة ربى سابا حبيب والدكتور وجيه فانوس، وحمل الكتاب أيضا شهادة من صديقه الفنان منير أبو دبس. في دراسة سقال جاء في المقدمة ''يشكل الفداء في شعر خليل حاوي عنصرا أساسيا لما يربطه بالتزام الشاعر العميق الذي ضحى بحياته من أجله، وفي الواقع فإن الشاعر سواء حين كان في الحزب السوري القومي الاجتماعي في مرحلة شبابه الأولى أو حين تحول إلى الالتزام بالقضية العربية؛ ظلت مسألة الفداء تمسك برؤياه الشعرية وتوجه نصه." وأضاف إن حاوي في شعره ''يطمح إلى أن يرقى الشاعر إلى هذه المنزلة ليكون فاديا للأمة ولأبناء جيله." وقالت الدكتورة ربى سابا حبيب من الجامعة اللبنانية أيضا إن كتابة حاوي ''مغامرة مستمرة باتجاه الداخل...، كتابة تتعامل مع الوحدة الكونية...؛ فالصور تتكثف...، تتهادم...، تتجاذب...، تتفارق في تبادل وتراشق عظيمين لترتبط بمفاصل القصيدة." الدكتور ربيعة أبي فاضل كتب ''حاوي وكولريدج: المجاز الحقيقة''، وقال إنه مقتنع ''بأن علاقة منهجية وفكرية وشعرية عميقة جعلت حاوي على تأثر بيّن بمواقف كولريدج وأفكاره، خاصة مسألة الخيال وقصيدة ''البحار القديم'' وقضية الوحدة العضوية ومسألة التجربة الشعرية التي تزيل خلقا وتنشئ آخر بقوة الكلمة والرؤية." أما الدكتور وجيه فانوس، الأستاذ في الجامعة اللبنانية، فقد خلص في ختام دراسته إلى نتيجة مؤلمة، حيث قال متحدثا عن حاوي الذي انتحر عند دخول القوات الإسرائيلية إلى لبنان سنة 1982 ''لطالما هربت في كتاباتي وأحاديثي السابقة عن خليل من هذا التعبير: ''الموت انتحارا'' ولطالما حورته إلى أن خليلا قرر كتابة قصيدته الأخيرة أو مجرد أنه قرر الرحيل، لكن وبعد كل ما حصل ويحصل منذ تسعة وعشرين موسم فجائع بعد موت خليل فإني لن أقدر إلا أن أقول إن خليل حاوي أراد بوعي فذ وإصرار مرعب وتصميم هادف وتضحية أن ينتحر''.