يلتقي وفد المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي غدا بالجهاز التنفيذي والهيئة المنتخبة لولاية الجزائر، فيما خصص يوم الخميس لعقد لقاء ضخم مع ممثلي المجتمع المدني، حيث سيتم الاستماع لانشغالات وتطلعات سكان العاصمة فيما يتعلق بالتنمية المحلية وذلك في آخر لقاء ولائي ضمن سلسلة اللقاءات التي شرع فيها منذ شهر مارس الماضي في انتظار الجلسات الجهوية السبعة التي ستنطلق منتصف الشهر الجاري والتي ستستمر قرابة عشرة أيام لتتوج في النهاية بالجلسات الوطنية التي ستتوج بدورها بالتوصيات النهائية حول التنمية المحلية وتطلعات السكان. وقد صلت المرحلة الأولى من اللقاءات التشاورية الولائية حول التنمية المحلية وتطلعات السكان إلى نهايتها بعد أن أخذت الحيز الأكبر من هذه المهمة التي جاءت بناء على تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي ارتأى، وعبر هذه اللقاءات الهامة، أن يعطي الكلمة للمجتمع المدني ليكون من أبرز الفاعلين في حركة التغيير التي ستنطلق من القاعدة التي تكتنز العديد من الأفكار والأطروحات التي تبلورت لديها بعد سنوات من المعاناة، كما ستكون المشاورات الجهوية خطوة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها على الرغم من حيزها الزمني الضيق، حيث سيتم خلال هذه المرحلة غربلة جميع الانشغالات والمطالب التي تم تسجيلها والخروج بها من اللقاءات الولائية بإشراف إطارات ومسؤولين وكذا خبراء مختصين حتى تأخذ شكل توصيات واضحة وجادة وقابلة للطرح والتجسيد الميداني باعتبار أنه سيتم صب التوصيات النهائية مباشرة في البرنامج الوطني للتنمية الوطنية والمحلية. ومن المتوقع أن يطول لقاء العاصمة قياسا باللقاءات التي نظمت بباقي ولايات الوطن وذلك بسبب العدد الكبير للجمعيات الناشطة وممثلي المجتمع المدني والذين لن يدخروا أي وقت للتعبير عن انشغالاتهم ومطالبهم الأساسية لتغيير واقع التنمية الحالية والنهوض بها، فيما ستشكل أزمة السكن الشغل الأول والطرح الأساسي سواء بالنسبة للهيئة المنتخبة أو المجتمع المدني باعتبار الولاية تصنف في المرتبة الأولى وطنيا من حيث عدد الطلبات وكذا عدد البناءات القصديرية والهشة. وفي تصريح ل''المساء''؛ أشار السيد محمد الصغير باباس إلى أن مهمة التشاور والإصغاء التي شرع فيها، سمحت بكشف النقاب عن العديد من القضايا والملفات وكذا خصوصيات بعض المناطق لم تكن في الحسبان ولم يتم التطرق لها من قبل، ومن المتوقع أن تتبلور هذه الأفكار والأطروحات بشكل موسع ودقيق خلال لقاء العاصمة الأخير واللقاءات الجهوية المرتقب انطلاقها منتصف الشهر الجاري والتي تعد بمثابة المنعرج الحاسم، كما لم يخف رئيس ''الكناس'' ثقل الأطروحات التي تقدم بها المشاركون في الورشات التشاورية وبعدها الاستراتيجي على الرغم من أن 80 بالمائة منها جاءت في شكل مطالب، وهذا دليل على نضج الأفكار لدى غالبية المشاركين، خاصة منهم فئة الشباب الذين حضروا بقوة أفكارهم ونظرة ثاقبة وواقعية للأمور بعيدا عن الطرح الديماغوجي للأمور.