تتواصل الحملة التحسيسية حول مخاطر السكري بساحة الحرية المعروفة ب ''الساحة الكبيرة'' بباب السبت بولاية البليدة للأسبوع الثاني على التوالي، هذه الحملة التي أكد القائمون عليها ل''المساء'' أنها حققت نجاحا كبيرا لحد الآن، ولعل تسجيل ما يصل إلى 200 مواطن من مختلف الأعمار في الفترة الصباحية فقط لخير دليل على ذلك.أما هدف القافلة الطبية التحسيسية فقد لخصه الشعار الذي رفعه المنظمون ''لنواجه السكري حالا''.. تشير المعطيات الصحية أن داء السكري في تزايد مطرد ينبأ بانفجار حقيقي إذا لم تسارع الحكومات في إيجاد حلول ناجعة للسيطرة عليه. وبعد أن كانت المنظمة العالمية للصحة لسنوات توصي بعقد الملتقيات المتخصصة حول هذا الداء وجمع الخبراء من بلدان عدة لتبادل الخبرات والمعارف في محاولة لتطويق هذا الخطر الزاحف، إلا أنها تفطنت أخيرا بضرورة الوقوف قليلا ووضع نقطة نظام.. فالوضع ما يزال في تدهور لأن نسبة الإصابة بالسكري ترتفع يوما بعد الآخر، وعدد المصابين به في العالم قد وصل 366 مليون شخص، تطلب وضعهم الصحي إنفاق 465 مليار دولار.. وهذا أكثر من كثير! أما نقطة النظام التي توصلت إليها المنظمة، فكانت تقر بضرورة تفعيل الوقاية التي تشكل خير علاج. أما كيف تكون الوقاية من السكري فبتنظيم حملات إعلامية وتحسيسية في كل ربوع العالم.. وكذلك الشأن في الجزائر، بحيث تم اختيار مدينة البليدة لاحتضان القافلة الطبية المتنقلة للكشف عن السكري التي تهدف لتحديد العدد الدقيق للمرضى بالوطن. وتحمل شعار ''لنواجه داء السكري الآن''. اِكتظاظ كبير.. أربك المنظمين بساحة الحرية في باب السبت بمدينة البليدة ركنت شاحنتين طبيتين وثلاث خيم مخصصة للكشف عن السكري للجنسين، مع تخصيص فضاءات لتقديم نصائح عامة للجمهور وفضاء للتسلية مخصص للأطفال. وقد تم تجنيد 20 طبيبا بين أطباء عامين آخرين مختصين، إضافة إلى 30 عونا شبه طبي يقومون على توجيه المواطنين وقياس السكري، وإجراء التحاليل وتقديم النصائح وغيرها من المهام التي تدخل في إطار الحملة التحسيسية. وقد لاحظت ''المساء'' بعين المكان التوافد الكبير للمواطنين من كافة الأعمار سواء للسؤال عن الداء أو لقياس نسبة السكري، أو لحضور حصص النصائح الغذائية. ''الفكرة لاقت بي كثيرا.. أحضرت اِبني المتمدرس في الإبتدائي وجئنا لأخذ بعض النصائح عن التغدية السليمة''، يقول السيد مستور يوسف ويضيف: ''سمعت بوجود قافلة طبية حول السكري، فلم أتوان عن الحضور خاصة وأنها وسط المدينة مقصد الجميع. أُعطيت لي عدة مطويات حول المرض، ثم عرفت أنه بإمكاني قياس نسبة السكر في دمي. لست مصابا بالسكري ولكن كما يقال ''الوقاية خير من العلاج''. أما الوقاية فهي خير علاج بالنسبة للآنسة أمينة لونيسي المصابة بالسكري من الفئة الثانية، تقول:''أصبت بالسكري منذ فترة وجيزة، حيث انتبهت إلى حالة العطش المستمر والرغبة في التبول، فشككت في الأمر خاصة وأن في أسرتي مصابين بالسكري. اليوم أنا هنا لاأستمع لمجمل النصائح من المختصين حول الغذاء الصحي والنشاط البدني.. وإني أشكر القائمين على هذه الحملة لأنها قربت المريض من الطبيب سواء العام أو المختص. فالحياة اليومية تلهينا عن النظر إلى أنفسنا بعين الوقاية''. والجدير بالذكر أن التوافد المستمر للمواطنين على ساحة الحرية من أجل الكشف عن السكري قد أربك المنظمين فعلا، فاضطر أعوان الأمن إلى غلق الساحة بين الفينة والأخرى، ليسمح لعدد المواطنين الموجودين داخلها لاستكمال الأمور التي جاءوا لأجلها. كما أن عدد الراغبين في قياس نسبة السكري في دمهم جعلت المنظمين يلجأون إلى أسلوب توزيع وريقات تحمل أرقاما للحفاظ على الأدوار وبالتالي النظام، إلا أن ذلك لم يجد نفعا أمام حشود المواطنين خاصة من فئة المسنين الذين يتحججون بعدم القدرة على الإنتظار.. مواطنون يكتشفون صدفة إصابتهم بالسكري القافلة الطبية المتنقلة للكشف عن السكري المتواجدة حاليا بباب السبت في أسبوعها الثاني، من تنظيم مخابر ''نوفو نورديسك الجزائر'' برعاية من وزارة الصحة وتحمل عنوان ''التعليم والوقاية من السكري''، وهو الشعار الذي تجسد حقيقة في الواقع كونها سمحت لبعض المواطنين أن يكتشفوا أنهم مصابين بالسكري دون علم مسبق منهم. هذا ما يؤكده ل''المساء'' السيد بن شيخ محمد من مخابر ''نوفو نورديسك الجزائر'' والمنسق الطبي للعيادة المتنقلة إذ يقول:'' خضع مواطن في 54 سنة من عمره لفحص سكري وتفاجأ بارتفاع نسبته إلى 5 غرامات، مباشرة تم تحويله إلى العيادة المتخصصة في طب العيون، ثم عند أخصائي طب السكري لاستكمال الفحوصات. كما سجلنا ذات الحالة مع مواطن في 32 سنة، اكتشف أمر إصابته صدفة، بحيث وجد نسبته قد قاربت الغرامين، لما سئل لماذا لم يفحص السكري من قبل قال أنه كان يرى أمر الإصابة به بعيدا عنه، وهذا خطأ! فكل إنسان معرض للإصابة بالسكري، لذلك تظهر أهمية الحملات التحسيسية المقامة في السياق، ومنه حملتنا هذه التي نسعى من ورائها للوصول إلى عدد واسع من المواطنين لإعلامهم بمخاطر السكري ووسائل الوقاية منه والكشف عنه والعيش على نحو أفضل مع هذا المرض''. من جهة أخرى، يؤكد محدثنا تسجيل ما يصل إلى 200 مواطن يرغب في إجراء فحص سكري في الفترة الصباحية فقط منذ انطلاق الحملة، وهو الرقم المرشح لأن يتضاعف في عطلة نهاية الأسبوع. كما تم ''تسجيل فحص مختلف الفئات العمرية ومن الجنسين من أربع سنوات إلى 84 سنة''، يضيف محمد بن شيخ.
جولة حول العالم لتغيير السكري لمّا قررت الأممالمتحدة تبني القرار61225 مجددا في سبتمبر 2011 والمتعلق بالآثار الناجمة عن السكري ولاسيما الاجتماعية والاقتصادية، أقرت أخيرا ولأول مرة بضرورة تنظيم قمة حول الأمراض غير المعدية ومنها السكري، كون هذه الأمراض في تزايد مخيف ينذر بأخطار حقيقية تتربص بالمجتمع الدولي بأكمله. الجزائر ليست مستبعدة عن هذه النزعة العالمية وهي مطالبة برفع التحدي لمواجهة تطور السكري. ومن أجل هذا الهدف وذاك، أطلقت المنظمة العالمية للصحة بالتعاون مع الحكومات والمخابر العلمية قافلات توعية لتغيير السكري تجوب القارات منذ .2006 وقد اختارت هذه القافلة الطبية المتنقلة مدينة البليدة في الفترة الممتدة ما بين 14 و27 نوفمبر ,2011 لإجراء فحوصات مجانية من أجل الكشف عن المضاعفات عند الأشخاص المصابين بداء السكري. وبعد مرحلتها الأولى في البليدة، ستتجول العيادة الطبية المتنقلة ''لنغير السكري'' كامل التراب الوطني تحت برنامج مقرر ومسطر من طرف وزارة الصحة. ومن المنتظر أن يكون الجنوب الكبير ثاني محطة للقافلة بداية من ولاية غرداية، بحسب معلومات استقتها ''المساء'' من ساحة الحرية باب السبت بالبليدة. روبورتاج: حنا ن سالمي تصوير: ياسين أ