اختتمت نهاية الأسبوع الماضي بمركز الاتفاقيات بوهران فعاليات صالون الشباب المقاول، الذي سبق للسيد محمد بن مرادي، وزير الصناعة وترقية الاستثمار، أن دشنه وأكد -بالمناسبة- أن الدولة عازمة على توفير كل الفرص المتاحة للشباب الحامل للمشاريع الهادفة لتجسيدها على أرض الواقع، خاصة وأن الجزائر عازمة على الاعتماد على أبنائها في ترقية استثماراتها بعد عزوف العديد من الشركات الأجنبية عن خوض غمار المنافسة خارج إطار المحروقات كون نسبة النجاح فيه مضمونة. للعلم؛ فإنه تم تسجيل زيارة أزيد من 5500 شاب للصالون خلال اليوم ما قبل الأخير من هذه التظاهرة الأولى من نوعها التي احتضنتها ولاية وهران والتي تم تنظيمها لأول مرة على المستوى الوطني، حيث تم -بالمناسبة- إحصاء 150 شابا حاملا لمشاريع جد هامة وهادفة؛ سيرافقهم في تجسيد مشاريعهم مختصون أجانب قصد تحقيق آمالهم وأحلامهم، ويفرض برنامج المرافقة تنظيم أيام ودورات تكوينية تقنية وتظاهرة أكاديمية الربيع شهر مارس المقبل من طرف برنامج التنمية الاقتصادية المستدامة النشط بقوة في الجزائر وهذا في إطار الشراكة الجزائرية الألمانية، كما سيتم استنباط مختلف الأفكار من كيفيات إنشاء المؤسسات الاقتصادية السارية عبر العالم، خاصة تنظيم ودراسة المشروع والإجراءات الواجب اتباعها لتحقيق الأهداف الاقتصادية المزمع تحقيقها ليكون في مستوى تطلعات التنمية المحلية. يذكر أن التجارب المجسدة في مجال إنشاء المؤسسات الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة من طرف مقاولين شباب استفادوا من إعانات الدولة كانت محل لقاءات وطاولات مستديرة، خاصة وأن عدد المشاريع الممولة من طرف البنوك وصل إلى 1585 مشروع، كما أكد ذلك السيد نايت بهلول مدير الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بولاية وهران في الوقت الذي ما زالت فيه العديد من المشاريع الأخرى في انتظار الدراسة والحصول على التمويل والانطلاق في التجسيد والانجاز وتهدف الإجراءات الجديدة إلى تسهيل عمليات الحصول على التمويل البنكي، علما بأنه تم خلال سنة 2010 تمويل 650 مشروعا، كما تم خلال السنة الجارية وإلى غاية شهر أكتوبر استقبال ما لا يقل عن 13489 ملفا يسعى أصحابها إلى الاستثمار في قطاعات النقل والفلاحة والبناء والأشغال العمومية والخدمات. في هذا الاطار؛ يؤكد العديد من المسيرين والمسؤولين الذين حضروا فعاليات صالون الشباب المقاول الذي نظم لأول مرة على المستوى الوطني بوهران أن الاهتمام الكبير الذي أولاه الشباب لهذا الصالون لم يكن منتظرا، حيث حاول كل واحد من جهته التقرب أكثر من المحيط الذي يهتم به وتلقى الكثير من أصحاب المشاريع الضمانات الضرورية لمتابعتها ومرافقتهم في تجسيد المشاريع التي يسعون إلى تحقيقها على أرض الواقع. من جهة أخرى؛ فإن أسباب النجاح التي كانت متوفرة لأصحاب المشاريع من الشباب هو الوجود الميداني والدائم لمختصين ألمان كانوا يقدمون الشروحات اللازمة للشبان حول كيفيات تقديم الدراسات التقنية والطريقة التي يتم بها تقديم المشروع المراد إنجازه لممثلي البنوك الذين يرافقون المشروع منذ الشروع في عملية إنجازه إلى غاية استلامه ومن ثم وضعه قيد الاستغلال. و لعل أهم ما ميز فعاليات صالون الشباب المقاول هو المحاضرات والندوات التي كان يديرها إطارات مختصون في ميدان إنشاء وتسيير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كونها لا تتطلب إمكانيات مالية ولا بشرية كبيرة، حيث لا يتعدى عدد عمال أي مؤسسة متوسطة في أقصى الحالات 20 موظفا وعاملا من أبسط عامل إلى المسير في حد ذاته.