دعا المشاركون في الجلسة الجهوية السابعة للتنمية بالعاصمة، التي ضمت تسع ولايات من وسط البلاد، إلى مراجعة القوانين التي تحكم المستوى المحلي للنهوض بالتنمية المحلية، من خلال إشراك المجتمع المدني في الاقتراح وتسيير شؤون بلديته، وتوسيع صلاحيات المنتخبين المحليين، بالإضافة إلى إزالة العقبات بين الإدارة والمنتخبين على المستوى المحلي بفتح أبواب الحوار بين المنتخبين والولاة، وإيجاد آليات للعمل الجواري بإحداث القطيعة مع الذهنيات البيروقراطية وسياسة العزلة والفكر الأحادي التي كانت عائقا تسبب في عرقلة التنمية والتقدم. توجت الورشات التي رافقت الجلسة الجهوية السابعة للتنمية المحلية بالجزائر العاصمة، أمس، بتقديم عدة اقتراحات صبت حول الإصلاحات الهيكلية اللازمة لدعم النشاط المستقل للجماعات المحلية وإصلاح الجباية المحلية، حيث ركزت الورشة الثالثة على موضوع ''من أجل ظهور نموذج جديد للحكامة المحلية القائمة على مسارات شاملة ومكيفة وتشاركية''، حيث توقف المشاركون فيها عند العلاقة بين المنتخبين والولاة التي تبقى علاقة نزاعية على حد تعبيرهم، بحيث يشتكي المنتخبون من ضيق فضاءات المشاركة الكاملة في اتخاذ القرارات المحلية وإعطاء وجهات نظرهم في القضايا الهامة المرتبطة بالإدارة والتنمية، واشتكى المتدخلون في هذه الورشة من هشاشة العلاقة بين المجالس المنتخبة المحلية والولاة بسبب الإفراط في السلطات خاصة ما تعلق بصلاحيات الوصاية على الأجهزة والأعمال التي لا تشجع على التشاور الحسن، وهي المناسبة التي طالب من خلالها المتدخلون من منتخبين وممثلي المجتمع المدني بإصدار نصوص جديدة لصالح إعادة تركيب وتوازن السلطات والتقليص من صلاحيات الإدارة المحلية وتوسيع صلاحيات المنتخب الذي يجد نفسه في حرج أمام من انتخبوه في ظل صلاحياته الضيقة التي لا تسمح له بحل مشاكلهم. كما تطرقت هذه الورشة إلى وجود تصدعات بين المستوى المحلي والمستوى المركزي خاصة ما تعلق بازدواجية الوصاية العضوية والوظيفية للهيئات التنفيذية التي كثيرا ما تجعل التحكيمات الضرورية عشوائية وظرفية، خاصة فيما يخص دفع المشاريع الهادفة إلى تحسين المجهودات المبذولة لصالح تطوير التنمية المحلية. وشدد المتدخلون على أهمية إيجاد تنسيق بين الإدارة المركزية والإدارة المحلية لتنفيذ مختلف البرامج والتكفل بالاحتياجات المحلية من خلال إعادة تأهيل التخطيط المحلي والتشاور مع القيادة البلدية تحت رعاية الوالي. من جهة أخرى، أشار المتدخلون إلى العلاقة بين المواطن، الإدارة، والمنتخبين في ظل انعدام فضاءات الحوار بالرغم من أهمية إشراك المواطن في مشاريع المصلحة العامة لبلديته، حيث طالب هؤلاء بوضع ميثاق يمنح جمعيات المجتمع المدني صلاحيات تجعلها شريكا حقيقيا في اتخاذ القرارات التي تهم المنطقة التي تنشط فيها، وتحديد دفتر أعباء من شأنه تحديد أهداف قابلة لتقييم الجمعيات المدعمة ماليا. كما خصصت أشغال الورشة الرابعة لهذه الجلسة الجهوية لتقديم اقتراحات بخصوص بعث سلم جديد لحاجيات وأولويات التنمية المحلية بالاعتماد أكثر على الكفاءات المحلية للاستجابة لتطلعات كل الفئات الاجتماعية خاصة فئتي الشباب والنساء، حيث ركز المتدخلون في هذه الورشة على أهمية تحسين ظروف التكفل بالطلب الاجتماعي من صحة، سكن، تسلية، ثقافة، ورياضة في الوقت الذي تعاني فيه مختلف بلديات الوطن من تأخر كبير في هذا المجال ونقص ملحوظ للمرافق، مما يستدعي إعادة التفكير في سبل وآليات تحسين الخدمات العمومية وكذا ضمان المساواة في الاستفادة من المرافق العمومية الممولة من طرف الدولة. وناقشت الورشة كيفية إعادة النظر في شروط اندماج الشباب في المجتمع والتكفل بانشغالاتهم ومساعدتهم على إنشاء مقاولات من خلال تسهيل عمليات الحصول على قروض بنكية لتوفير مناصب الشغل والتقليل من البطالة، مع إعادة مراجعة مختلف آليات التشغيل والإدماج المهني التي لم تتمكن من الاستجابة للكم الهائل من الطلبات، مما يتطلب التفكير في حلول بديلة ودائمة بتسهيل إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة لإنعاش النشاطات المبدعة من خلال التخفيف من العراقيل التي تواجهها هذه المؤسسات لدى المؤسسات المصرفية، وإعادة تأهيل أداة التكوين لمواجهة حاجيات سوق العمل، ترقية السياحة المهنية، وكذا الصناعة اليدوية. كما أكد المشاركون في هذه الورشة على العمل لإزالة العراقيل التي تهمش المشاريع المحلية والقضاء على البيروقراطية مع ضمان توزيع عادل للمشاريع وللميزانية. واعتبرت الورشة أن استرجاع ثقة المواطن عنصر أساسي للاستقرار السياسي والانسجام الاجتماعي في الوقت الذي تم فيه تسجيل عدة نقائص بالرغم من الجهود المبذولة من طرف الدولة. وللنهوض بذلك اقترحت الورشة ممارسة الديمقراطية الجوارية والالتزام برهانات الحكم الراشد على المستوى المحلي والريفي.