دعت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون إلى تعبئة الدبلوماسية الجزائرية للتصدي للمساعي الانقلابية التي تستهدف الجزائر، إذ أشارت إلى ملف اطلعت عليه من قبل الوفد الأمريكي المشارك في مؤتمر الطوارئ الدولي ''ضد حروب الاحتلال والتدخل في الشؤون الداخلية ودفاعا عن سلامة الأمم وسيادتها''، يحتوي على حزمة من المقالات تفيد بوجود تواطؤ أمريكي لدعم تأسيس مجلس انتقالي بالجزائر، ويحث على انقلاب سياسي من قبل مجموعة من المتمردين بحجة دعم النظام الليبي المطاح به. وأوضحت الأمينة العامة خلال تنشيطها ندوة صحفية أمس بالعاصمة لعرض نتائج مؤتمر الطوارئ الدولي ''ضد حروب الاحتلال والتدخل في الشؤون الداخلية ودفاعا عن سلامة الأمم وسيادتها'' الذي اختتم الاثنين المنصرم بالجزائر العاصمة أن الوفد الأمريكي أكد أنه سيستنطق الحكومة الأمريكية بخصوص هذا الموضوع، مشيرة إلى أن حزب العمال والاتحاد العام للعمال الجزائريين لا يبالغان عندما يدافعان للحيلولة دون التدخل الأجنبي في الجزائر وجددت دعوتها للخارجية الجزائرية لأخذ الأمور بجدية لما يروج له ''بأن الجزائر في حالة خطرة'' نقلا عن الملف سالف الذكر الذي أعدته هيئة متخصصة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وردت السيدة حنون قائلة إنه مما لاشك فيه ''وجود تلاعب يحاك ضد الجزائر''، وأفادت أن هذه التصريحات التي تناولتها صحيفة روسية وموقع ويكليكس مصدرها عضو بالمجلس الانتقالي الليبي يدعى ''بن خليفة'' يقول إن الدور على الجزائر في وقوع انقلاب سياسي شبيه لما وقع في المنطقة العربية مؤخرا. وفي سياق رفضها للتدخل الأجنبي؛ قالت الأمينة العامة لحزب العمال إن تصريحات ألان جوبي، وزير الخارجية الفرنسي، الذي قال إنه يتوجب على الحكومة الفرنسية أن تستعد للانتخابات التي ستميز بعض الدول الإفريقية في ,2012 لتوجه سؤالا على ضوئه، هل سيكون تدخلها مثلما كان مع كوت-ديفوار؟ وأكدت على أن الانتخابات التشريعية في الجزائر ستكون اختبارا سياسيا تاريخيا، ومن الضروري وضع مناعة للتصدي لأي تدخل أجنبي. على صعيد أخر؛ وصفت السيدة حنون المؤتمر بالناجح سياسيا وتنظيميا، حيث أثري بأزيد من 80 مداخلة، وقد كسب حزب العمل والاتحاد العام للعمال الجزائريين الرهان رغم أن التحضير لم يتجاوز الشهرين، ذلك أنه اعتمد على وضوح وراهنية الموضوع، وعملت بعزم لإنجاح هذه الندوة الهامة التي أكدت المتحدثة بأنها ستساهم في وضع ترس للجزائر، من خلال البيان الختامي الذي توج بجملة من التوصيات العامة الرامية في مجملها إلى ضرورة تشكيل لجان عمل عربية وإفريقية تعمل على تبني تصور موحد لرفض كل أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول وإقناع الهيئات الأممية بالالتزام به.