أكد رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان السيد بوجمعة غشير أمس بالجزائر العاصمة أن الدولة الجزائرية سوف تواجه قريبا تحديا اسمه بناء الدولة المدنية، ودعا إلى الإسراع في فتح نقاش واسع مع مختلف التيارات السياسية الموجودة في الجزائر وعلى رأسهم الإسلاميون. وقال السيد غشير خلال منتدى أضواء رايتس للديمقراطية وحقوق الإنسان، في مداخلة حول ''حقوق الإنسان في الجزائر، الواقع والآفاق'' أن ما ينتظر الجزائر لا يشبه ما يحدث وسيحدث في تونس ومصر عقب الوقائع التي شهداها خلال السنة الجارية، موضحا أن هناك اعتقادا سائدا حول بعض المسائل ورغبة في إقحام بعض المفاهيم الخاطئة على أساس أنها مبنية على الشريعة الإسلامية، وأنها لابد أن تشكل البديل المناسب لبعض المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان. مؤكدا أنه يتعين على الدولة أن تفتح نقاشا واسعا بهذا الخصوص وذكر أنه تم التفوق على رواد هذه الأفكار في الكثير من المناظرات الفكرية، ودعا الوصاية بالمناسبة إلى فتح مجال النقاش معهم من أجل بناء دولة مدنية، مبرزا أن قوة الدين تتمثل في الإقناع. وفي معرض آخر تحدث الحقوقي عن جملة من العوائق التي تحول دون التمتع بحقوق الإنسان في الجزائر، وقال إن الحديث عن حقوق الإنسان عادة ما يكون مرتبطا بنوع نظام الحكم وبالتنمية البشرية المستدامة. موضحا بأن البيروقراطية والجهوية من بين العوامل التي أدت إلى استفحال ظاهرة عدم المساواة وتكافؤ الفرص بين الناس، مشيرا أن الحق في الحياة لا يعني فقط ضمان الأمن بل يشمل أيضا العيش الكريم، من مأكل ومشرب ومسكن لائق وعمل قار. وبخصوص قطاع العدالة أوضح المتحدث أن المواطن يجد صعوبة للوصول إليها بالنظر إلى المقابل المالي الكبير الذي يدفعه، وقال إن الإحساس بالعدل يشعر المواطن بالأمن والطمأنينة، وما يحدث من عنف هو نتيجة طبيعية للممارسة غير العادلة تجاه المواطنين. كما كان له حديث عن بعض القضايا الأخرى، لكنه يستشرف أن تكون للإصلاحات بريق أمل ويمكن من إنتاج حقوق الإنسان. على صعيد آخر، أكد رئيس جمعية أضواء رايتس للديمقراطية وحقوق الإنسان السيد نور الدين بن براهم وهو القائد العام للكشافة الإسلامية أن منظمة أضواء تهدف إلى إرساء وبناء ثقافة حقوق الإنسان من خلال نشر المعرفة وإشراك المواطن وفعاليات المجتمع المدني في الدفاع والمرافعة وترقية الحقوق الأساسية استنادا إلى عناصر وبنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجملة الأفكار والقيم المدنية والتقاليد المشتركة للمجتمع الجزائر المبنية على السلم والتسامح واحترام حرية وكرامة الإنسان. وكشف أن منظمة أضواء الفتية سوف تقوم بمقاربة حقيقة وجريئة لواقع حقوق الإنسان في الجزائر، وجعل العوائق نقاط انطلاق نحو الأفضل والتغيير السلمي والايجابي بعيدا عن العنف والتطرف، وسيتناول المنتدى في سنة 2012 ملفات عديدة حيث ستركز على قضية الفساد ومراقبة الانتخابات والأبعاد الحقيقية لوضعية حقوق الإنسان في الجزائر.