كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس أمس الإثنين بأدرار عن تخصيص غلاف مالي بقيمة 15 مليار دج لإنشاء قطب صحي بالولاية. وأكد الوزير لدى إشرافه على وضع حجر الأساس لهذا المشروع الصحي الهام الواقع بالمدخل الشمالي لعاصمة الولاية على ''ضرورة جعله قطبا صحيا نموذجيا على المستوى الوطني من خلال احترام كل المعايير الضرورية في عملية الإنجاز''. ويضم هذا القطب عدة هياكل صحية متخصصة متمثلة في مستشفى 240 سرير وآخر لأمراض الشيخوخة ومستشفى الأمراض العقلية بطاقة 120 سرير إلى جانب مركز لمكافحة داء السرطان حسب التوضيحات المقدمة للوفد الوزاري. وبالمناسبة أكد السيد ولد عباس لدى تفقده ورشات بعض المرافق الصحية بهذا المشروع التي كانت قد انطلقت بها الأشغال في شهر ديسمبر من السنة الماضية على ضرورة العناية القصوى بالعنصر البشري من خلال التركيز على جانب التكوين لمؤطرين من المنطقة للإشراف مستقبلا على تسيير هذه الهياكل الصحية. وأشار الوزير في هذا الصدد إلى إيفاد لجنتين متخصصتين الأسبوع المقبل للولاية قصد المساهمة في وضع بعض التحسينات اللازمة على هذا المشروع مبديا في الوقت ذاته ''استحسانه'' لفكرة إنشاء مصلحة لإعادة تأهيل المرضى المقترحة من طرف مكتب الدراسات المكلف بمتابعة المشروع. وقام وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات خلال هذه الجولة الميدانية بتفقد العيادة المتعددة الخدمات بحي ''تيليلان'' بمقر الولاية والتي تضم عدة مصالح من بينها داء السكري قبل أن يطلع على واقع الخدمات الطبية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية بأدرار بطاقة 140 سرير. وعاين الوزير مختلف المصالح التابعة لهذا المستشفى، كما استمع إلى بعض انشغالات المواطنين والتي تركزت أساسا حول نقص بعض الاختصاصات الطبية خاصة في مجال أمراض القلب والأمراض الجلدية وجراحة الأعصاب إلى جانب انعدام أخصائيين في طب النساء بمصلحة الأمومة. وفي هذا الصدد أعطى الوزير تعليمات ''صارمة'' للمسؤولين المعنيين لتدعيم هذه الهياكل بالتخصصات الطبية المطلوبة بصفة استعجالية. كما استمع السيد ولد عباس إلى انشغالات طرحتها جمعية أمراض الكلى لولاية أدرار بخصوص نقص الأطباء والعتاد الطبي إلى جانب بعض الصعوبات التي يواجهها المرضى بشأن إجراء بعض العمليات الجراحية المتعلقة بهذا الداء. ومن جهة أخرى، أشرف الوزير ولد عباس على إمضاء اتفاقية تعاون بين دائرته الوزارية وأساتذة جامعيين أخصائيين للإشراف على تكوين مستخدمي الصحة بالولاية في بعض التخصصات الطبية. وأوضح الوزير خلال مراسيم التوقيع ''أن هذه الاتفاقية تندرج في إطار تنفيذ سياسة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بخصوص توفير التأطير الطبي اللازم بالهياكل الصحية''. وأشار السيد ولد عباس إلى أن هذه الاتفاقية ''تعد بمثابة انطلاقة فعلية في هذه السياسة من ولاية أدرار حيث سيتم العمل على تكوين الأطباء وشبه الطبيين لضمان جاهزية تأطير القطب الصحي المرتقب الذي استفادت منه الولاية فور استلامه''. وقال الوزير في هذا الصدد ''إن الدولة تعمل جاهدة من أجل التكفل الصحي بالمرضى على مستوى مناطق الجنوب حيث سيتم استقدام أزيد من 240 طبيب كوبي لتغطية العجز في بعض التخصصات الطبية إلى جانب إمضاء اتفاقية بين الوزارة الوصية وشركة طاسيلي للطيران تتعلق بمجال نقل المرضى من الجنوب إلى شمال البلاد''.