سلم وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية أمس أولى جوازات السفر البيومترية مؤكدا أن العملية ستتواصل طيلة السنة، مشيرا إلى أن جوازات السفر الكلاسيكية الحالية تبقى سارية المفعول إلى غاية نهاية ,2015 والعمل جار لرقمنة باقي سجلات عقود الميلاد، ليشرع بعدها في إعداد بطاقة التعريف الالكترونية وإسناد رقم وطني لكل مواطن. أشار وزير الداخلية خلال حفل تسليم أولى جوازات السفر المؤمنة إلى أن العملية تدخل ضمن مشروع عصرنة الإدارة العمومية وتنفيذا للاتفاقية المبرمة مع المنظمة العالمية للطيران التي حددت معايير جديدة لتأمين وثائق السفر، علما أن الجزائر اليوم هي من بين الدول ال19 المعنية بإطلاق وثائق السفر المؤمنة قبل حلول سنة .2015 وثمن الوزير الجهود المبذولة من قبل التقنيين الجزائريين بعد أن رفضت الحكومة إسناد المشروع لأية هيئة أجنبية، حيث خلافا للتجهيزات والعتاد الذي تم تدعيم الدوائر به، فقد سهر 1600 تقني حديث التوظيف على تطوير البرامج وإطلاق الخدمة بعد الاستفادة من تدريبات في الخارج للتحكم أكثر في التجهيزات بغرض إنشاء بنك للمعلومات لجمع كل البيانات مما يسهل إطلاق مشروع بطاقة التعريف الالكترونية والبطاقة الرمادية ورخصة السياقة الالكترونية، وذلك اعتمادا على رقم وطني يتم إسناده لكل مواطن مستقبلا. كما نوّه الوزير بالعمل الذي سيقوم به المركز الوطني لإصدار الوثائق المؤمنة وهو الذي ستوكل إليه مهمة إعداد جوازات السفر وباقي مشاريع عصرنة الوثائق الإدارية مستقبلا، في انتظار الانتهاء من إعداد مركز ثان لحفظ البيانات بولاية الاغواط يتم اللجوء إليه في الحالات الاستعجالية. وبخصوص رقمنة سجلات الحالة المدنية أكد ممثل الحكومة أن الجزائر اليوم تحصي 70 ألف سجل عبر ولايات الوطن تضم 50 مليون عقد، حيث تم لغاية اليوم جمع بيانات 40 بالمائة من هذه السجلات عبر بنك للمعلومات، واعترف الوزير أن الأمر مكلف مما دفع بوزارة الداخلية للجوء إلى نسخ العقود وجمعها في أنظمة معلوماتية لتسهيل العملية والانتهاء من رقمنة السجلات مع نهاية السنة الجارية. وعن الهدف من إطلاق جواز سفر مؤمن أشار الوزير إلى أن الجزائر عازمة على مكافحة كل محاولات التزوير، رغم أن التزوير لا يخص وثيقة السفر بقدر ما يخص عقود الميلاد وعليه فمن خلال جمع بيانات سجلات الحالة المدنية يمكن الحد من التزوير الذي يطال وثائق الهوية مستقبلا. من جهته أكد الأمين العام لوزارة الداخلية السيد واعلي عبد القادر أن عملية انجاز وثائق السفر الجديدة ستتم في وقت قياسي حيث أن طاقة القصوى للتجهيزات تسمح بطبع 10 آلاف جواز في اليوم، وحاليا يتم العمل بطاقة إنتاج 6 آلاف جواز في اليوم وعليه يمكن إصدار جواز سفر بيومتري في ظرف يتراوح ما بين 15 و20 يوما من وصوله إلى المركز، علما أن تكلفة المشروع من ناحية اقتناء التجهيزات بلغت 5,1 مليار دج أما تكلفة انجاز المركز فقد بلغت 2 مليار دج. ولدى رد المسؤول عن أسئلة الصحافة بخصوص التسهيلات المقترحة على أبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر بغرض الحصول على شهادة الميلاد الأصلية ''12خ'' أكد أن وزارة الداخلية اقترحت على نظيرتها الخارجية ثلاثة حلول، الأول يسمح لأبناء الجالية خلال فترة عطلهم السنوية بالجزائر يمكنهم الاتصال ببلديات مسقط رأسهم للمطالبة باستخراج الوثيقة، أما الحالة الثانية فتخص سحب استمارات خاصة من مقرات القنصليات والسفارات بغرض توكيل احد أفراد عائلتهم هنا بالجزائر، أما الخيار الأخير فهو توكيل القنصل ليتصل هو الآخر بوزارة الخارجية بغرض استخراج الوثيقة بعد التنسيق مع مصالح الداخلية. وبالمناسبة قدم العقيد حسان بوعلام عرضا مفصلا حول مراحل انجاز جواز السفر المؤمن الذي يتضمن شريحة الكترونية مدمجة في غلاف الجواز، وهي الشريحة التي يمكن ان تتعرض للتلف بمجرد محاولة قراءتها عن بعد أو عن طريق استخدام أي جهاز حيث تضم كل البيانات الضرورية، كما يتضمن الجواز شريطا لاصقا خاصا يحتوي على 19 عنصرا أمنيا ذا انعكاس بصري يبين صورة خريطة الجزائر ومقام الشهيد للتأكد من هوية صاحبه بالإضافة إلى دمغات خاصة بالجهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، وهي الصور والاشكال الشفافة التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة . ويذكر أن وزارة الداخلية عمدت أمس إلى تقديم 5 جوازات سفر بيومترية حيث كان أول جواز للمجاهد لعميمش بوعلام سلم له من قبل وزير الداخلية، في حين قدم كل من اللواء احمد بوسطيلة قائدة الدرك الوطني، والعقيد مصطفى لهبيري المدير العام للحماية المدنية واللواء عبد الغاني هامل المدير العالم للأمن الوطني لتقديم باقي جوازات السفر للمواطنين الذين تم اختيارهم حسب مواعيد تسليم طلبات التجديد واستخراج جوازات السفر.