تحادث وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس أول أمس بمراكش مع العديد من نظرائه الأفارقة حول تجارب بلدانهم في مجال مكافحة السرطان واستراتيجيات التكفل بهذا المرض. كما دعا إلى إقامة تضامن وشراكة بين المؤسسات على المستويين الدولي والإقليمي لفائدة البلدان الأقل ثراء في الشرق الأوسط وإفريقيا. وذلك على هامش الندوة الدولية حول مكافحة السرطان في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا التي جرت في الفترة من 12 إلى 14 جانفي الجاري بالمغرب. تحادث السيد ولد عباس مع وزراء الصحة المغربي والسوداني والمالي وكذا مع المدير العام المساعد للمنظمة العالمية للصحة. كما أجرى محادثات أيضا مع رؤساء المخابر الصيدلية التي تباع منتوجاتها في الجزائر والراغبة في الاستثمار سيما في مجال اللقاحات من خلال إقامة ''تعاون يعود بالفائدة على الطرفين''. وأشار في مداخلة له بهذه الندوة إلى أن التضامن والشراكة بين المؤسسات كفيلان بتمكين البلدان الأقل ثراء في المنطقة من الاستفادة من التقنيات الحديثة ''التي سجلت زيادة جلية في معدل عيش المرضى''. وأكد استعداد الجزائر لتقديم ''تعاونها وخبرتها'' اللازمين من أجل ''المساهمة'' في تحسين القدرات على مستوى بلدان المنطقة. وفيما يخص التكفل بالسرطان في الجزائر أوضح السيد ولد عباس أن الجزائر تتوفر على برنامج وطني لمكافحة السرطان، مضيفا أن الدولة ''عازمة'' على تجنيد كل الإمكانيات لإنجاحه. وفيما يتعلق بمرافقة المرضى أوضح الوزير أنه تم وضع خلايا للتوجيه والمرافقة في 48 ولاية. وأكد السيد ولد عباس أن البرنامج الوطني لمكافحة السرطان يستفيد منذ 2011 من صندوق خاص خصص له غلاف مالي أولي بقيمة 35 مليار دينار في 2011 إضافة إلى آليات تمويله من ميزانية التسير التي وصلت إلى 237 مليار دينار في .2010 وأشار الوزير إلى أن حصة مهمة من هذا الصندوق مخصصة لسياسة الوقاية من هذا المرض من خلال تطبيق كل وسائل الكشف. وأكد الوزير أن الدولة الجزائرية ستواصل الجهود المبذولة لاقتناء المواد المستعملة في طب الأورام والضرورية للتكفل بالمرضى. ولدى تطرقه إلى أنواع السرطان التي تصيب النساء أوضح السيد ولد عباس أنه تم إيلاء اهتمام خاص للوقاية من سرطان عنق الرحم وكذا سرطان الثدي. وأشار السيد ولد عباس إلى أن هذين النوعين من السرطان (عنق الرحم والثدي) يمثلان أكثر من 40 بالمائة من أنواع السرطان التي تصيب النساء (30 بالمائة بالنسبة لسرطان الثدي و10 بالمائة بالنسبة لسرطان عنق الرحم). كما أوضح أن سرطان عنق الرحم يشكل محور برنامج وطني يهدف إلى الكشف المبكر عن الأعراض. وأضاف السيد ولد عباس أن البرنامج القائم على الفحص المخبري التقليدي عزز مؤخرا من خلال إدراج تقنية الكشف عن الحمض الريبي النووي (أ دي أن) الفيروسي (البيولوجيا الجزيئية). وبخصوص الأمراض غير المعدية اعتبر وزير الصحة أنه بالنظر لتفاقمها بدأت تنعكس سلبا على الاقتصاديات والأنظمة الوطنية للصحة مما يشكل ''تحديا هاما'' لاسيما بالنسبة للبلدان ذات الدخل الضعيف والمتوسط. وألح على ضرورة العمل على جعل هذه الأنظمة الصحية لبلدان المغرب العربي والشرق الأوسط ''فعالة أكثر'' و''تكييفها مع الحاجيات الجديدة''. ومن جهة أخرى دعا السيد ولد عباس إلى تعزيز الطب الوقائي من خلال تطوير البحث لضمان معرفة أحسن للخصوصيات الاجتماعية والبيئية للصحة و عوامل الخطر ذات الصلة. وفي هذا الإطار أعرب عن أمله في أن تقيم بلدان المغرب العربي تعاونا ''نشيطا'' و تطور تبادل التجارب لأنظمة التسجيل وتسيير قواعد المعطيات. (وأج)