ضمن مهرجان القرين الثقافي الثامن عشر بالكويت، أحيت الفنانة الجزائرية نسيمة أمسية موسيقية وصفت بالطراز الفريد، حيث صالت وجالت بصوتها على وقع العود والقانون لتشجي الحضور بمسرح ''الدسمة''، ليبقى حفل الفنانة الجزائرية علامة مميزة في مهرجان ''القرين'' لما انطوى عليه من ألوان غنائية عدة ساهمت في تقريب المسافات بين شعوب عربية فرقتها السياسة وأبعدتها المسافات ولكن على أرض الكويت اجتمعت على حب الموسيقى. في بداية الحفل أعربت نسيمة عن سعادتها للتواجد في الكويت متوجّهة بالشكر إلى المهرجان الذي أتاح لها التواصل المباشر مع الجمهور، ثم تراص أعضاء فرقتها على المسرح، لتشرع صاحبة الحس المرهف في فقرتها الأولى بمجموعة من الأغنيات الأندلسية، حيث قدمت ''أنا الحب'' للأمير عبد القادر، ''ساعة'' لابن حزم الأندلسي و''خلاص سيكا'' فتفاعل معها الجمهور، ثمّ انتقلت نسيمة إلى التراث الشعبي الجزائري، حيث شدت بأربع أغنيات لاقت استحسان الحضور هي ''ختن يا ختان'' من كلماتها وألحانها، ''يا بلارج'' من التراث الشعبي، ''راح الغالي'' من كلمات وألحان محبوب باتي وكذا ''مجّدت بلادي'' من كلمات وألحان نسيمة وعلقت عليها نسيمة قائلة إنها كتبتها ولحنتها عندما خرجت من الجزائر قبل سنوات، حيث عبرت من خلالها عن مدى عشقها لوطنها. وفي الوصلة الثالثة من حفل الفنانة الجزائرية أدت مجموعة من الموشحات الصوفية بتمكن واقتدار فأشجت الحضور وخيمت على القاعة أجواء روحانية وقدمت ''ليلى'' للشيخ أحمد العلاوي، ''لقد زالت الحجب'' للشيخ أحمد العلاوي و''الحرم يا رسول الله'' للشيخ محمد بن مسايب، لتقدم في الوصلة الرابعة تحت عنوان ''مدلي''، أغنيتين هما ''يا أمي'' التي أثارت الشجن في نفوس الجمهور الذي تفاعل معها واتبعتها بأغنية ''قولو شهلة الأعيان''، قبل أن تختتم حفلها بأغنية الشيخ سليمان عازم ''أيا فروخ إفرلس''. وأجمع الحضور على أنّ الموسيقى تبقى لغة الشعوب المتحضرة التي تتحطّم على صخرتها الحدود بين الأمم لتجمع تحت لواء الابداع كل من تصبو نفسه للرقي والتحليق في أفق أرحب من الصفاء والبحث عن السكينة، فلتلك النغمات التي تعزفها أنامل مبدعين جبلوا على حب الفن ووقع السحر على الأنفس، حيث يجلس الحضور وكأن على رأسه الطير للاستمتاع بالمقامات المختلفة بغض النظر عن مدى الإلمام باللغة-.