تريد إسرائيل كعادتها اللعب على عامل الوقت لإبقاء العملية السلمية حبيسة أطروحاتها ومنطقها الذي لا يعترف لا بالفلسطينيين ولا بدولتهم المستقلة التي يسعون إلى إقامتها على حدود الرابع جوان 1967 وعاصمتها القدسالمحتلة. وفي مسعى للظهور بمظهر الباحث عن السلام أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس عن رغبته في تمديد اللقاءات الاستكشافية التي شرع فيها مع الطرف الفلسطيني بالعاصمة الأردنية عمان إلى غاية الثالث افريل المقبل. وقال نتانياهو أمام اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع ان مهلة الثلاثة أشهر التي منحتها اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط للجانبين لتقديم مقترحاتهما لتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بدأت في الثالث جانفي الجاري وتنتهي في الثالث أفريل المقبل. وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي متناقضة مع تلك التي أدلى بها صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي سبق وأكد ان لقاءات عمان لن تتعدى تاريخ ال 26 جانفي الجاري. وفي حال عدم التوصل إلى أية نتيجة خلال هذا الموعد فسيتم إيقافها. وكان الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي عقدا منذ الثالث جانفي الجاري ثلاثة لقاءات برعاية أردنية انتهت بالفشل بعدما رفضت إسرائيل تقديم مقترحاتها حول العملية السلمية التي تريد المجموعة الدولية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة إعادة إحيائها متحججة بأنها السبيل الوحيد للتوصل لاتفاق سلام يفضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش جنبا إلى جنب مع إسرائيل وفق حل الدولتين. والسؤال المطروح ما الفائدة من مواصلة لقاءات محكوم عليها بالفشل المسبق بسبب المواقف المتعنتة الإسرائيلية التي ترفض كل مسعى لإجراء مفاوضات سلام جادة وحقيقية تتناول كافة القضايا الجوهرية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من الحدود والقدس واللاجئين والأسرى وغيرها؟ ثم ما الفائدة في تمديد هذه اللقاءات اذا علمنا أن ثلاثة اجتماعات عقدت دون ان تحقق أية نتيجة تذكر. بل ان الفلسطينيين عبّروا عن خيبة أملهم من لقاءات عمان بعدما اقتنعوا بأنها مجرد مضيعة للوقت ولن تفيدهم في أي شيء بل على نقيض ذلك تخدم المحتل الإسرائيلي الماضي في مخططاته التهويدية وأنشطته الاستيطانية التي تكاد تبتلع ما تبقى من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وهي الحقيقية التي يدركها الفلسطينيون الذين أكدوا أنهم لن يوقفوا حملتهم الدبلوماسية من اجل الحصول على العضوية الكاملة لدولتهم المستقلة عبر مجلس الأمن الدولي بعدما سئموا من مماطلة إدارة الاحتلال بالزعم بأنها تريد السلام لكنها تعمل على نقيض ذلك بتقويض كل مسعى في هذا الاتجاه. وتجربة 18 سنة التي مضت من مفاوضات سلام خسر خلالها الفلسطينيون مزيدا من حقوقهم المغتصبة اكبر دليل على ان إدارات الاحتلال المتعاقبة سواء كانت يمينية أو غير ذلك لا تؤمن بأي سلام مع شعب فلسطيني اغتصبت أرضه عنوة وعملت على تشريده وتهجيره من اجل بلوغ مخططها في إقامة دولتها العبرية البحتة على أنقاض فلسطين التاريخية.