تختتم اليوم بوهران فعاليات معرض ''ساحة مخصّصة ل 14جانفي'' الذي يعتبر المحطة الثانية للمشروع الفني الكبير ''فنانو المقاومة في العالم العربي'' من تنظيم كل من ''سيوا بلاتفورم'' ورواق ''تالمار'' ويهتم بتقديم الأعمال الفنية التي أنجزت خلال المقاومة أو على هامشها. احتضن رواق ''تالمار'' - بهذه المناسبة - معرضا جماعيا شارك فيه فنانون من الجزائر، تونس، المغرب وفلسطين، أبرزوا فيه تعطشهم للحرية الفكرية والفنية مما ظهر ذلك جليا في أعمالهم التي تنوعت ما بين لوحات وفيديوهات، كما شكلت هذه التظاهرة موعدا لتبادل الخبرات الفنية والتعرّف على تقنيات جديدة في عالم الفن التشكيلي الكلاسيكي منه والمعاصر. وركز المعرض على الفن التشكيلي التونسي وتعامله مع حيثيات الثورة التونسية التي شكلت نقطة بداية التغيير في العالم العربي في 14جانفي ,2011 ومن بينهم الفنانة التونسية فرح خليل التي عملت على استغلال بيانات افتراضية ووضعها على دعائم مختلفة من خلال ربط برنامج آلي لمجموعة من النصوص وتحريكها بطريقة فنية وسريعة. وانصبت مشاركة الفنانين التونسيين الآخرين على تقنية الفيديو، والبداية بعلي تناني الذي عنون مشاركته ب''ضربة ريح'' وهي عبارة عن ابداع صوتي مميز من ثلاث دقائق وقد سبق عرضه يوم 21 ديسمبر 2007 بمركز ''بابلو نيرودا'' في إطار مهرجان الصور الفنية والفيديو ويحكي هذا الفيديو قصة كاميرا موضوعة مقابل نافذة مستشفى (ملك لوزارة الداخلية) تسقط بضربة ريح في وقت الإفطار، حيث اعتمد الفنان لإنجاز عمله هذا على مشاهد كثيرة ومتعاقبة من الصور والأصوات. ويشارك أيضا من تونس، كل من الفنان زياد مادب حمروني والفنان لانديك، الذي يطرح في مشاركته بتقنية الفيديو الإشكالية التالية ''هل هناك خطاب للمقاومة، أو مقاومة الخطاب؟'' ويضيف إشكالية أخرى ''من سنة 1987 إلى سنة ,2011 هل تغيّر شيء سواء في الشكل أو في العمق؟''. أما عن المشاركة الجزائرية فتلخصت في مشاركة الفنان ماسينيسا سلماني وصادق رحيم في الفن التركيبي، وعنون ماسينيسا معرضه ب ''الياسمين هو الفائز''، حيث اعتمد على سبع شاشات كمبيوتر وسبع وحدات للمراقبة، لتجسيد عمله الفني والمتمثل في عرض بورتريه لسبع رؤساء دول المتوسط على هذه الدعائم، حيث يمكننا التعرف على كل وجه من خلال الخطوط المتحركة المرسومة بالقلم ومثلت الرسمة الأولى والتي تقع في أعلى الهرم، الرئيس التونسي السابق بن علي وتختفي ملامحه إثر تساقط أمطار من الياسمين عليه، هذه الأخيرة تنزل إلى الطوابق السفلية، حيث يوجد رؤساء آخرون طبقا لنظرية الدومينو. بالمقابل؛ اهتم صادق رحيم بالتعبير عن الأزمة السياسية والأخلاقية التي تعاني منها الجزائر، وهذا من خلال نظرة ناقدة على المحيط الذي يعيش فيه والذي طغت عليه المادة واختفى فيه الأمل في مستقبل أفضل، وفي هذا السياق؛ عرف عن صادق تناوله سواء في لوحاته أو في الفيديو أو حتى في الفن التركيبي، هموم الشعب الجزائري مثل القدرة الشرائية الصعبة والهجرة غير الشرعية وغيرها. وعرفت هذه التظاهرة - أيضا - مشاركة فنان من فلسطين وآخر من المغرب، وشارك الفنان الفلسطيني شادي الزقزوق بلوحات فنية تتناول حرية الأطفال بشكل فكاهي فرسم بشكل جميل مشاهد تحدث في الشوارع وأضفى عليها الكثير من الخيال، بينما عرضت الفنانة المغربية جميلة العمراني ابداعها من خلال الفن التركيبي السمعي بعنوان ''الشعب يريد''، إذ تطرقت إلى التناقضات التي يشهدها المجتمع المغربي بشكل جريء، مؤكدة بذلك على حسها الفني الراقي وتفاعلها بما يحيط بها من أحداث وتغيرات، كما أظهر عملها هذا تأثرها الكبير بفن الفنان الياباني شيهارو شيوتا.