أشرف وزير تهيئة الإقليم والبيئة السيد شريف رحماني بمقر وزارته، أول أمس الخميس، على تنصيب اللجنة المشرفة على متابعة ودراسة تكييف الوسط الحضري للجزائر العاصمة مع التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية التي يشرف عليها مركز الاندماج المتوسطي لمرسيليا على المستوى الإقليمي. وأشار السيد رحماني إلى أن الجزائر استفادت من هبة مالية لوضع برنامج عمل للتقليل من المخاطر الكبرى وتفاديها، من خلال هذه الدراسة التي يمكن الإسراع في تجسيدها بالاعتماد على التجارب السابقة التي تمت بعد الكوارث التي شهدتها العاصمة منها الفيضانات والزلازل وكذا مساهمة الجامعة الجزائرية في هذه الدراسة. وفي هذا الصدد، أوضح المتحدث أن العمران يشهد وتيرة متسارعة بالعاصمة وعبر كافة المدن الجزائرية التي سيصل عدد قاطنيها إلى14مليون ساكن سنة ,2030 الأمر الذي يتطلب توجيه العمران لتفادي المخاطر وتحديد ماهي المنشآت والأجهزة التي يجب اللجوء إليها للتقليل من هذه المخاطر، ويجب -يضيف رحماني- تحديد الجهات والمؤسسات التي تشارك في هذه العملية وتكوين الطاقات البشرية وتحضيرها، وإقحام المواطن لاكسابه ثقافة خاصة بالمخاطر حتى يعرف كيف يتصرف معها في حال حدوثها. وفي هذا الصدد، أشار المسؤول الأول على قطاع البيئة إلى أن العاصمة تواجهها أخطار عديدة منها انزلاق التربة بناحية عين طاية، الزلازل، الفيضانات وتسونامي الذي يمكن أن يقع بالنظر إلى موقع مدينة الجزائر وتراجع الساحل والتغير المناخي الذي تشهده العاصمة التي كانت سنة 2003 الأكثر حرارة بالنسبة لها، مؤكدا في هذا الصدد على ضرورة اعتماد نظام إنذار مبكر لمواجهتها وتحديد المواقع التي لا يجب أن يزحف عليها العمران. وبخصوص الدراسة التي يمولها البنك العالمي، ذكر رحماني أنها تعطي الأولوية لولاية الجزائر بسبب قابليتها للتعرض للكوارث والولايات المجاورة لها، قبل توسيع هذا المسعى إلى ثماني مدن أخرى معرضة لنفس الأخطار، وذلك بمشاركة عدة وزارات منها الداخلية والجماعات المحلية، المالية، الموارد المائية، السكن والعمران وولاية الجزائر. يذكر أنه تم الإعلان عن مناقصة لاختيار مكتب دراسات يضم خبراء دوليين ومحليين،لإعداد الدراسة التي تهدف إلى تعزيز قدرات المؤسسات الجزائرية في مجال التكيف مع التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية وتزويد هذه المؤسسات بأداة منهجية للتكيف مع هذه التغيرات وإمكانية استعمالها في مواقع أخرى. وستقوم اللجنة التقنية وهي هيئة استشارية تضم خبراء جزائريين، بمتابعة مراحل تقدم الدراسة وتقييمها على الصعيد التقني، تسهيل المبادلات بين مكتب الدراسات والشركاء التقنيين، كما ستكون هذه الأخيرة المتكونة من ممثلي الإدارة المركزية والمحلية ومركز الاندماج المتوسطي لمرسيليا، الهيئة المتخذة للقرارات الخاصة بهذه الدراسة.