أجمع، أمس، المشاركون في اليوم البرلماني المنظم من قبل لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالتعاون مع الجمعية الجزائرية لطب الأطفال، على الأهمية التي توليها الجزائر من خلال إجبارية ومجانية التطعيم للقضاء على الأمراض والأوبئة التي تتعرض لها - بشكل خاص - فئة الأطفال، كما تم التطرق إلى الإجراءات المتخذة من قبل الدولة بعد الاستقلال لتخفيض نسبة الوفيات ورفع معدل العمر في الجزائر. وقال رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد عبد العزيز زياري، في مداخلة ألقاها بالنيابة عنه رئيس لجنة الصحة بالمجلس، السيد عبد القادر بلقاسم قوادري، إن الجزائر سجلت نتائج جيدة في مجال التطعيم والقضاء على الأمراض المنتشرة عبر العالم، موضحا أنه في سنة 1969 سجلت الجزائر 496 حالة ديفتيريا وهو العدد الذي تقلص إلى 0 حالة سنة .2007 من جهته؛ اعتبر وزير الصحة والإسكان وإصلاح المستشفيات، السيد جمال ولد عباس، أن الجزائر تعتبر دولة مثالية في مجال مكافحة الأمراض، كافشا عن وجود 7000 مركز صحي عبر الوطن يوفر لقاحات التطعيم، إضافة إلى وجود 26 مركب صحي للأطفال يوفر لقاحات لمليون طفل سنويا ومليوني تلميذ. وأوضح السيد ولد عباس أن وزارة الصحة أمام تحد لحماية الأطفال والمواطنين من هذه الأمراض، لأنها - كما قال - تذهب وتعود، مؤكدا بعدم تسجيل أية حالة ديفتيريا منذ .1969 كما اعتبر أن الجزائر مدرسة في طب الأطفال، موضحا أنها تسجل حاليا 22 من حالة وفاة بين الأطفال لكل ألف نسمة، في حين تصل في البلدان الأوروبية إلى ,25 مضيفا أن هذه النتائج تؤكد الإمكانيات التي توفرها الدولة لصحة الأطفال، مستشهدا بارتفاع ميزانية وزارة الصحة من 60 مليار دينار سنة 2006 إلى 404 مليار دينار سنة .2012 وبخصوص مشكل التلقيحات وندرته كشف الوزير أن السبب لا يعود لعدم توفر المنتوج مرجعا ذلك إلى الخلل في التوزيع والتنظيم، وتساءل الوزير عن سبب وجود اللقاحات في الولايات الجنوبية كبشار وإيليزي وتيسمسيلت وتنعدم في المصالح الاستشفائية بكل من حيدرة والمرادية. من جهتهم؛ اعتبر المتدخلون خلال الجلسة أن مشكل اللقاحات يكمن في غلاء سعره، نظرا لوجود 5 دول فقط في العالم تنتج اللقاحات، أهمها الهند بسبب الاحتياجات الكبيرة لسوقها الداخلية، ودعا المشاركون إلى ضرورة التوجه نحو الإنتاج الوطني لتغطية أي عجز محتمل في هذا الصدد. من جهة أخرى؛ وبخصوص ندرة اللقاحات التي عرفتها الجزائر خلال الأيام الأولى من الشهر الجاري، أوضح مدير معهد باستور أن المشكل كان بسبب احتفالات رأس السنة الميلادية في الخارج وهو ما حتم تجديد العقد المبرم مع المخبر الأجنبي يوم 3 جانفي، وأشار ذات المسؤول أنه من المرتقب أن تصل شحنات أخرى خلال اليومين القادمين. وقد أوصى المشاركون في ختام الجلسة إلى إنشاء لجنة وطنية تقنية متختصصة في التطعيم تجمع الخبراء والأطباء الأخصائيين في طب الأطفال والأوبئة والميكروبيولوجيا ووضع جهاز فعال لمتابعة الآثار الجانبية للتلقيحات وإنشاء مؤسسات وطنية وجهوية للبحث في الأمراض الجديدة أو المستجدة مثل الأمراض البكتيرية الغازية والاسهالات والشلل والحصبة وتطوير نشاطات المخابر الميكروبيولوجية من أجل ضمان متابعة الأمراض التي يمكن تفاديها وكذا رسم خطة استراتيجية واضحة تهدف لمحاصرة مرض الحصبة، إضافة إلى إدراج تطعيمات جديدة للجدول الوطني للتطعيم كالتطعيم المضاد للبكتيريا والالتهابات الرئوية والتهاب السحايا والعمل على تخصيص ميزانية مستقلة موجهة للتلقيحات، ورسم خطة وطنية تهدف لإنتاج لقاحات وطنية للتخفيض من فاتورة الاستيراد. يذكر أن اليوم البرلماني للتطعيم حمل عنوان ''نحو جدول وطني أمثل للتطعيم''، وعرف مشاركة أطباء ومختصين وإطارات من وزارة الصحة وبعض نواب البرلمان.