أشرف السيد عبدالله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف أول أمس الخميس على افتتاح اليوم الدراسي بمناسبة المولد النبوي الشريف والذي جاء هذه السنة تحت شعار ''العلاقات الإنسانية في السيرة النبوية''، حيث تعرض في كلمته إلى موقع الإمام ودوره في المجتمع من حيث التوعية والإرشاد والإصلاح الذي يستمده من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأكد الوزير في كلمته الافتتاحية أن الأئمة هم الذين يشكلون الرأي العام، والوزارة هيأتها الدولة في خدمة الأئمة وسيبقى دائما موقعها الإعلامي تحت تصرفهم، وأن الأصوات الناعقة ينبغي أن لا نضع لها أي اعتبار لأن المسجد استعاد مكناته بعد أن أهين فيه الأئمة وبعد أن تعرضوا للإرهاب وراح ضحية ذلك 76 إماما شهيدا. واستطرد السيد الوزير أن الأئمة لا يتلقون التوجيهات إلا من محيطهم ومن النظام القائم في الوطن. كما أشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف إلى أن أسبوع القرآن الكريم لهذه السنة سينطلق تحت عنوان ''المجتمع القرآني'' وهو المجتمع الذي يتوجه دائما نحو الاصلاح، وهو المجتمع الذي يتطور من خلال السنة والسيرة النبوية. وأضاف الوزير أننا نريد الإصلاح مااستطعنا لذلك سبيلا وهذا هو شعارنا، اصلاح مستمر، وكل من يعمل لمصلحته الخاصة يعتبر نوعا من التجارة، والتجارة لا تجوز في المساجد، المسجد كلمة حق يقولها الإمام، والمسجد للنصيحة، لوحدة الأمة يدعو إلى الواجبات الاجتماعية والأسرية والمجتمع الذي نريده هو الذي حدوده النظام العام، وحدوده الدينية كتاب الله وسيرة نبيّه صلى الله عليه وسلم. ومن جهة أخرى استنكر الوزير في ما كتبته بعض الصحف حول أحد الأئمة وهذا ليس من باب الاحترام، بل لاعتقادهم أن الإمام مطواع كل واحد يستعمله كما يشاء، ويقول أن الأئمة يتقلون توجيهات، غير أن الإمام لا يتلقى توجيهه إلا من التكوين الذي تلقاه في معهده ويوظفه في خدمة مجتمعه. وأضاف السيد الوزير أن هذه الأقلام تعمل على تشويه صورة الإمام والمجتمع والدستور وهو القرآن الكريم والسنة النبوية والقوانين التي تؤسسها الدولة. وأضاف الوزير أن القوانين يجب احترامها لأننا نتبع نظاما لا ينبغي مخالفته لأننا لو خالفناه نقع في الفوضى. وأكد غلام الله أن حرمة الإمام تقتضي أن لا ندخله في هذه المتاهات، وأن ما نشر في بعض الجرائد أن الإمام ''استدان من شخص أهانه أمام المصلين هذا الخبر نفاه الإمام وتبرأ منه ولكن هذه الصحيفة لم تنشر رد الإمام في المكان ذاته''. وقد أشرف الوزير خلال مراسيم الافتتاح على تكريم الشيخ تواتي بن تواتي ومن جمله من وضعوا في قائمة المكرمين وغاب عن هذا الحفل العلامة الشيخ الطاهر علجت. وقد ألقيت خلال هذا اليوم الدراسي في جلستيه العلميتين محاضرات لأساتذة تم من خلالها الجمع بين النشاط الذي نظمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وهو ''العلاقات الانسانية في السيرة النبوية'' و''ملتقى الفكر الإسلامي'' الذي نظمته جمعية الإرشاد والإصلاح تحت عنوان ''هدي النبي صلى الله عليه وسلم في اصلاح البشرية'' واستضافت له علماء من الجزائر وخارجها. وقد استهلت الجلسة العلمية الأولى بمحاضرة تحت عنوان ''منهج النبي في بناء الأفكار الإصلاحية'' للدكتور عمار جيدل وجاءت في اطار برنامج اليوم الدراسي العلاقات الانسانية في السيرة النبوية. أما المحاضرة الثانية وهي مبرمجة في ملتقى الفكر الإسلامي فقد ألقاها محمد وهدان والتي جاءت في محور''الاسلام، الوطن والمفاهيم الديمقراطية الحديثة''.