وجه بو عبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية و الأوقاف انتقادات لاذعة لمن وصفهم بالأصوات الناعقة التي تعالت مؤخرا في بعض وسائل الإعلام منتقدة أداء الأئمةئلتلقيهم توجيهات محددة للقيام بمهامهم. وأوضح غلام الله في كلمة ألقائها لدى افتتاحه لليوم الدراسي المنظم بدار الإمام حول موضوع «العلاقات الإنسانية من خلال السيرة النبوية» في إطار الاحتفال بالمولد الشريف، وأسبوع القران الذي سينطلق في 16 من هذا الشهر، أن هذا الأمر ليس له أساس من الصحة كون الإمام يخضع لتكوين و متطلبات محيطه الاجتماعي ومرجعه في ذلك القرآن الكريم والسيرة النبوية في إطار قوانين الدولة. وقال الوزير أن هذه الأقلام لا يجب أن نعيرها اهتماما كون شرف الإمام فوق كل النزاعات، مشيرا إلى أن المسجد استعاد مكانته السابقة بل وأصبح سدا منيعا في وجه كل من يحاول المساس بالجزائر وتاريخها وتماشى مع التطور الذي يشهده المجتمع الإسلامي الذي يحتاج في كل مرة إلى الإصلاح. وحسب الوزير فان الإمام مطالب بالمشاركة في هذا المسار كما عودنا في سنوات الجمر أين سقط منهم 76 شهيدا. وباعتبار أن المسجد هو نتاج اجتماعي فهو ليس منبرا للآراء الخاصة و إنما مصدرا للنصيحة التي هي لله ورسوله وللائمة ولعامة المسلمين فهو يقف مع وحدة الأمة و لم شملها ومن ثم لا بد أن يكون في خدمة الصالح العام. وعن تحييد الإمام عن أي تجاذب سياسي أوضح غلام الله انه واع بمهمته وواجباته، وهو يدرك انه لا يمكن أن يكون مع حزب أو آخر بل يمكنه أن يشجع على المشاركة في الانتخاب دون الدعوة لحزب معين لضمان التغيير بطريقة مدنية مع الحفاظ على النظام العام. وذكر غلام الله أن الواجب يحتم عليه أن يكون الامام ضد الدمار والخراب كون الانتخابات طريقة من طرق تجسيد النظام العام في المجتمع بأسلوب ديمقراطي بعيدا عما حدث في بعض الدول عربية، مشيرا إلى انه من حق الإمام ممارسة كل حقوقه السياسية خارج المسجد بما فيها الترشح للانتخابات باعتباره مواطن. وفيما يخص العمرة أكد كل الوكالات لها أن تعمل على تنظيم رحلات العمرة شريطة تقديم طلب واحترامها لدفتر الشروط ومن ثم يدرس ملفها وتحصل على رخصة أما ما تعلق بموسم الحج القادم أوضح أنه ينحصر في 39 وكالة وهو عدد كاف. من جهة أخرى انطلقت أمس أشغال الطبعة الثالثة لملتقى الفكر الإسلامي المنظم من طرف جمعية الإصلاح والإرشاد على مدار يومين موضوعه العام «هدي النبي عليه الصلاة و السلام في إصلاح البشرية» بحضور مشايخ وعلماء وطنيين ومن العالم الإسلامي. وفي هذا الإطار أكد نصر الدين شقلال رئيس جمعية الإصلاح و الإرشاد في تصريح ل «الشعب» أن هذا الملتقى فكري بحت يعالج موضوع هام جدا في ظل الظروف التي تعيشها الدول العربية من تغيير طغى عليه طابع العنف، حيث تم دعوة نخبة من العلماء والشخصيات الإسلامية في اختصاصات مختلفة و دعاة. وحسب شقلال يهدف الملتقى تدارس الوضع الراهن في الدول الإسلامية وسبل الإصلاح وكيف يكون من خلال هدي النبي عليه الصلاة والسلام في هدوء وسلم بداية بإصلاح النفس البشرية بعيدا عن العنف و التدمير و التخريب وتبليغ الرأي العام بذلك. وعرف النشاط مداخلات عديدة لجملة من الأساتذة على غرار عمار طالبي رئيس المجلس العلمي لولاية الجزائر الذي تطرق إلى نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام بين التغيير ونورانية التأثير مبرزا في ذلك الخلق العظيم التي تحلى به سيد الخلق طوال 23 سنة من الدعوة لله، إلى جانب د.عمار جيدل بجامعة الجزائر الذي ركز على إصلاح الفكر البشري عبر تشغيل وتفعيل الدين انطلاق من إصلاح القلب مرورا بالاستقلالية التامة. من جانبه تطرق د. محمد عبد النبي إلى الإصلاح الوطني والمفاهيم الديمقراطية الحديثة بعد أن أكد وجود قصور في فهم مقاصد الإسلام واقتصاره على الأوامر والنواهي وظواهر النصوص بعيدا عن بلورته في شكل تجربة ناجحة تقدم للعالم.