أجمع المشاركون في الورشة الدولية حول ''مراقبة الانتخابات المقاييس الدولية والتجارب العربية'' المنعقدة أمس بالعاصمة على الأهمية الكبيرة لدور القضاء في مراقبة تشريعيات 10ماي القادمة لتجسيد انتخابات شفافة ونزيهة، كما اعتبر المشاركون أن تكليف القضاة لهذه العملية سيبين مدى استقلالية هذا الجهاز في الجزائر باعتبار أن القضاة لا يخضعون سوى لسلطة القانون والضمير. وأكد أغلب المتدخلين في هذه الورشة التي تنظمها جمعية أضواء رايتس للديمقراطية وحقوق الإنسان على أهمية قانون الانتخابات الجديد الذي وسع من مهام اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات، التي هي عبارة عن تشكيلة قضائية ستقوم بمراقبة العملية الانتخابية انطلاقا من التسجيل في القوائم الانتخابية وكذا الاعتراض على موظفي أعوان الإدارة والطعن في قائمة أعضاء لجنة التصويت والمكلفين بسير العملية الانتخابية وهو ما ذهب إليه السيد أحمد بوخنيسة أستاذ بجامعة الجزائر خلال عرضه لدور العدالة في نزاهة الانتخابات، حيث أكد المتدخل على الضمانات التي قدمتها الدولة من خلال النصوص التي حملها قانون الانتخابات الجديد، مضيفا أنه بالرغم من أن العملية الانتخابية ستتكفل بها الإدارة ، إلا أنها ستكون خاضعة للرقابة وهو ما يحملها بالضرورة على الحياد. أما السيدة فتيحة بن عبو الأستاذة بكلية الحقوق بجامعة الجزائر فتطرقت في كلمتها إلى الصلاحيات التي خولها قانون الانتخابات الجديد للجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات التي تعرف لأول مرة إشراف الهيئة القضائية، بالإضافة إلى إشراك ممثلي الأحزاب السياسية، كما تطرقت المتحدثة إلى مشكل عزوف المواطنين عن التصويت والذي اعتبرته النقطة السلبية في هذه العملية. وتباينت آراء المتدخلين خلال أشغال الورشة التي عرفت حضور أكاديميين وحقوقيين من الجزائر وتونس ومصر وكذا إعلاميين وممثلين عن الأحزاب السياسية بين مثمن للإجراءات المتخذة لنزاهة التشريعيات القادمة وبين متخوف من عدم حياد الإدارة. من جهته، استعرض رئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية بتونس وواشنطن الدكتور رضوان مصمودي في مداخلته التجربة التونسية في عملية مراقبة الانتخابات التي اعتبرها بالعملية السهلة والممكنة إذا ما توفرت الإرادة السياسية الصادقة لذلك، مقترحا، في هذا الصدد، تكوين مراقبين مستقلين يكون مصدرهم مواطنون يتطوعون لهذه العملية بالإضافة إلى وضع الحزب سياسي لمراقب على كل صندوق، كما تطرق السيد مصمودي إلى أهمية المراقبين الدوليين، موضحا أن لهؤلاء خبرة ميدانية كبيرة، بالإضافة إلى إعطاء مصداقية أكبر للانتخابات. وبخصوص دور الصحافة والإعلام في شفافية الانتخابات اعتبر الأستاذ بالمدرسة العليا للصحافة والإعلام السيد رزيقي معزوز أنه يتوجب على وسائل الإعلام خاصة العمومية منها أن تلعب دورا مهما في تحقيق انتخابات نزيهة من خلال منح نفس الحيز الزمني لجميع الأحزاب خلال حملاتهم الانتخابية بالإذاعة والتلفزيون، من خلال عدم تبني سياسة تفضيل حزب على آخر، إلى جانب ضمان تغطية منصفة للحملات الانتخابية لمختلف الأحزاب.