افتتح، أمس بدار الإمام بالعاصمة، وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بلخادم، رفقة وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد بوعبد الله غلام الله، الأسبوع الوطني الثالث عشر للقرآن الكريم المنظم تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية، حيث عرف الملتقى مشاركة نخبة كبيرة من الأساتذة الدكاترة المحاضرين ومشايخ الزوايا، إضافة إلى حفظة القرآن الكريم والعديد من طلبة معاهد الشريعة والمدارس القرآنية. وأشار السيد عبد العزيز بلخادم خلال كلمة ألقاها بالمناسبة بخصوص موضوع الملتقى الذي سيناقش هذه السنة ''مجتمع القرآن وحركية النماء''، إلى أن التغيير الفعلي يكون من خلال إصلاح النفس من الداخل ليشق طريقه نحو الخارج ليصل بعد ذلك إلى الأمة وفق نصوص الكتاب والسنة النبوية الشريفة، وأضاف أنه لابد من إصلاح دائم لأن الحاجة إلى الإرشاد - حسبه - تبقى حاجة متغيرة، مؤكدا أن الجزائر المتمسكة بكتاب الله وسنة نبيه تستلهم في حياتنا - كما قال - للأخذ بأسباب التنمية والتقدم والنمو والازدهار كمجتمع قائم على أساس الحرية والعدل والتسامح والأمن والاستقرار مع الوعي الذي تفرضه متغيرات العالم. واعتبر السيد بلخادم أن الإصلاح الديني ليس بمعزل عن الشؤون الاجتماعية المختلفة، مشددا على ضرورة الإصلاح الاجتماعي لتحديث المجتمع ومؤسساته حسب حاجياته المتنوعة وانشغالاته وأن يكون - حسبه - منسجما مع أعراف المجتمع وتقاليده. كما دعا عبد العزيز بلخادم إلى ضرورة العمل وتنمية البلاد مستشهدا ببعض الأحاديث النبوية التي تبرز مدى أهميته واعتباره عبادة، مضيفا أن أي عمل منتج يتقرب به صاحبه إلى الله عز وجل. كما أعرب السيد عبد العزيز بلخادم، أن يكون هذا الأسبوع الذي يتزامن مع شهر مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) تظاهرة مباركة للاجتهاد الفكري الديني، معتبرا أن كل إعجاز علمي في القرآن من شأنه أن يقوي الإيمان به. من جهته؛ أشاد وزير الشؤون الدينية، السيد أبو عبد الله غلام الله، بسلسلة دورات القرآن الكريم الذي أسسها رئيس الجمهورية، حيث أوضح في هذا الصدد أن الرئيس كان يحرص على افتتاحها شخصيا ويطالب دوما بضرورة استمرارها للنتائج القيمة التي تحملها هذه التظاهرة الدينية. مؤكدا أنها أخرجت خيرة حفظة القرآن في الجزائر الذين استطاعوا كسب المراتب الأولى في المسابقات الدولية المقامة في الدول العربية والإسلامية لحفظ وتجويد القرآن الكريم. وسيناقش الملتقى العلمي والذي سيتواصل إلى غاية 15 فيفري الجاري العديد من المحاور من بينها التجديد في علوم الشريعة الإسلامية ودراسة تحليلية لأهم حركات الإصلاح، والبعد الزمني وأثره في الدورة الحضارية ومعالم التجديد في التفسير والدراسات القرآنية وتطور مناهج دراسات العقيدة والتصوف، إضافة إلى تفعيل منظومة الحريات وحقوق الإنسان والمقاصد ومآلات الأفعال وأثرها في الفقه الإسلامي، وكذا محاضرات حول التنمية الاجتماعية في المجال الأسري أهمية التنزيل الفقهي في استمرار الاجتهاد، وفعالية الإنسان من خلال مقام الإحسان تليها مناقشات وتعقيبات من قبل المشاركين.