افتتح وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بو عبد الله غلام الله فعاليات الأسبوع الوطني الثاني عشر للقرآن الكريم والملتقى العلمي في إسهام علماء الجزائر في صياغة المرجعية الدينية المغاربية فضلا عن المسابقة الوطنية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره وذلك بدار الإمام ''سيدي عبد الرحمن الثعالبي'' بالمحمدية. ورحب السيد الوزير في كلمة الافتتاح بالسيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية والسيد محمد علي بوغازي مستشار رئيس الجمهورية والوزراء والسفراء والشخصيات الدينية والثقافية والطلبة الذين حضروا للتباري في مسابقة القرآن الكريم حفظا وتجويدا وتفسيرا. وتطرق الوزير للوضع الديني ماضيا وحاضرا بالجزائر ومساهمة العلماء الجزائريين بدءا بمدرسة إقرأ ومدرسة التفسير. وأبرز السيد غلام الله مكانة هذا الشهر لدى المجتمع الجزائري، شهر مولد سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن النتائج المحرزة من هذه الأسابيع القرآنية أننا أصبحنا نؤدي صلوات التراويح في مساجدنا بقراءة القرآن من الذاكرة الحافظة وليس من المصاحف وهذا يعد إنجازا، كما شارك طلبتنا في اللقاءات والمسابقات الدولية في حفظ القرآن وتحصلوا على المرتبة الأولى في دبي والمغرب ولم نحصل على هذه المرتبة إلا مرة واحدة في الجزائر من قبل طالبة. وأضاف السيد غلام الله أن هذه الطبعة تأتي في شهر المولد شهر نصرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ضد التهجمات المتعصبة التي تثار في وجه الإسلام والاهتمام بسيرة المصطفى حيث وسعنا هذه المسابقة فكانت الاستجابة كبيرة جدا بلغت أكثر من أربعين ألف رسالة كونا لها لجنة من المرشدات الدينيات لدراسة هذه المراسلات وتصنيفها لتوزيع الجوائز الخاصة بمولد الرسول وهي جوائز كثيرة. ومن جانبه قرأ السيد محمد علي بوغازي رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على المشاركين في هذا الأسبوع القرآني الطيب، حيث استعرض دور الاسلام في تحريك الأجيال الصاعدة وانخراطه في مشروع النهضة المستقبلية. كما ثمن رئيس الجمهورية دور الاسلام الذي اعتبره نبراسا لشحذ المهمم وتطوير المعارف وتحرير ملكة الفكر، وإعمال العقل تأملا واجتهادا في آيات القرآن الكريم لاستنباط معالم جديدة لمجتمع حداثي يأخذ بناصية المعرفة الأصلية المستوحاة من التوجيه الرباني لفهم الإنسان والطبيعة والوجود وأن ذلك لا يتعارض مع كل معرفة انسانية أصيلة إن لم تكن قيمة جديدة مضافة''. كما تناول رئيس الجمهورية اللحمة الوطنية الحية التي شكلت رباطا عضويا حيث قال: ''إن وحدة المذهب في الجزائر مكن الشعب من تجذره في ثوابته الوطنية التي تراكمت عبر القرون لتجعل منه نموذجا في الترابط العضوي وجعلته يعيش تجانسا فقهيا لا صراع فيه بين المذاهب ولا بين الطوائف''. كما نوّه رئيس الجمهورية بالإنجازات التي قام بها العلماء الأجلاء في مجال العلوم الدينية مؤكدا: أن ''حظ الجزائر أن وفد إليها أعلام من فقهاء المالكية عبر الأزمنة المختلفة أرسوا قواعد الاجتهاد والفتوى فيها وفي مغربنا العربي الكبير وهو الأمر الذي وقاها من الفكر المتطرف وحصنها من أراء الغلاة وفسح أمامها آفاق الاجتهاد الصحيح بالعقل والقياس فأوجدت بذلك مناخا اجتماعيا تتكامل فيه حياة الناس وتتناغم بين النقل والعقل دونما شطط وتعسف''. وثمن رئيس الجمهورية مثل هذه التظاهرة التي قال أنها ''تمت في أجواء سنة غدت فيها تلمسان الحاضرة قبلة للعلماء والمثقفين والفنانيين والمبدعين من جنسيات وأديان مختلفة وقد كانت رياضا للقرآن وحصنا للفقه وقلعة للعلم شعت بأنوارها على المغرب والمشرق وبلاد الأندلس وتصدر علماؤنا الدروس والإفتاء في منابر وجوامع القاهرة والشام والقيروان وفاس''. كما ذكر الرئيس بوتفليقة بدور الإسلام في الجهاد وتحرير الوطن، حيث أوضح ''أن بفضل الإسلام -حمل شعبنا السلاح في وجه مغتصب أرضه وبفضله بنى دور العبادة والزوايا المرابطة على الحق ومدارس ومعاهد الإصلاح ونشر الوعي الثوري في الأمة في وجه المسخ والتغريب والتنصير حتى باءت كل مخططات الاستعمار ومنظومته الاستعمارية بالفشل الذريع فولى خاسئا وما بفضل جهاد الشعب الجزائري''. وبعد قراءة رسالة رئيس الجمهورية افتتحت الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الدكتور عبد القادر فضيل وألقيت خلالها ثلاث محاضرات وهي ''الجزائر قبل الاسلام'' للدكتور عبد العزيز بوقة و''الفتح الاسلامي وخصوصياته'' للدكتور محمد الأمين بلغيث ومحاضرة الدكتور محمد عيسى''مفهوم المرجعية ومكانتها في المنظومة الدينية''. لتختتم الجلسة الصباحية بالمناقشة والتعقيبات من قبل الأساتذة والمشايخ الذين حضروا هذه الجلسة العلمية. وللتذكير فالأسبوع الوطني الثاني عشر للقرآن الكريم تواصل فعالياته بدار الإمام إلى غاية 23 فيفري الجاري.