سجلت وحدات الدرك الوطني، منذ بداية الاضطرابات الجوية الأسبوع الفارط، أكثر من 21 ألف تدخل عبر 32 ولاية بغرض مد يد المساعدة عبر الطرقات من خلال فك الاختناقات وفتح الطرق المقطوعة، بالإضافة إلى حماية الأشخاص والممتلكات وإغاثة المنكوبين، كما سجل منذ بداية الأسبوع الجاري مرافقة شاحنات مؤسسة ''نفطال'' في عملية توزيع قارورات غاز البوتان لضمان وصولها إلى المناطق المنكوبة وتنظيم عملية التسويق لوضع حد للمضاربة التي استغل أصحابها التقلبات الجوية والطلب المتزايد على هذه المادة لفرض أسعار خيالية أثارت حفيظة العديد من سكان القرى والمداشر وحتى المدن. وإثر التقلبات الجوية التي مست أكثر من 32 ولاية عبر الوطن منذ الأسبوع الفارط بادرت وحدات الدرك الوطني إلى مضاعفة نشاط مختلف وحداتها سواء عبر الطرقات أو وسط البلديات والمناطق المتضررة وكذا التجمعات السكانية المحاصرة بالثلوج، وذلك بغرض المساهمة في عمليات فتح الطرق المقطوعة وحماية الأشخاص والممتلكات وإغاثة المتضررين جراء تساقط الثلوج الذي أدى إلى عزل العديد من القرى والمداشر. وقد تمت مراسلة جميع تشكيلات وحدات الدرك الوطني مباشرة بعد الإعلان عن أول نشرية خاصة بالتقلبات الجوية بغرض تجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية للتدخل وتقديم يد المساعدة من أجل فك العزلة خصوصا في المناطق النائية، إجلاء المواطنين الذين تدهورت صحتهم إلى المستشفيات، المساعدة في إجلاء وترحيل العائلات التي انهارت مساكنها جراء تساقط الأمطار، بالإضافة إلى مرافقة عمليات نقل غاز البوتان والبنزين إلى محطات الوقود ونقاط البيع، مع السهر على تنظيم عمليات البيع بما يسمح باستفادة كل مواطن من هذه المواد التي تبقي ضرورية في مثل هذه الظروف. وحسب آخر المعطيات التي تحصلنا عليها من خلية الإعلام لقيادة الدرك الوطني فقد سجل منذ بداية الاضطرابات الجوية 21013 تدخلا، منها 3583 تدخلا خلال ال48 ساعة الفارطة، حيث قام أعوان الدرك الوطني بتقديم يد المساعدة للمسافرين الذين حاصرتهم الثلوج والذين كانوا على متن سيارات الأجرة ومختلف وسائل النقل العمومي وحتى المركبات الخاصة، وحسب المعلومات المستقاة فقد تم ترحيل العائلات والمسافرين إلى مراكز عبور الأقرب من مكان تواجدهم لقضاء ليلة أو ليلتين إلى غاية فتح الطرق المقطوعة، بالإضافة إلى مرافقة وتأمين الإعانات الموجهة للمواطنين المتضررين خصوصا الشاحنات التي تحمل قارورات غاز البوتان والمواد الغذائية والمواد الصيدلانية وذلك بالتنسيق مع وزارات التضامن والصحة، وهي التدخلات التي تمت خلال 24 ساعة متواصلة. ومن بين أهم هذه التدخلات التي سجلت خلال ال48 ساعة الفارطة أشارت مصاردنا إلى تدخل فصيلة الأمن والتدخل التابعين للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بولاية البويرة لمساعدة السلطات الإدارية أثناء عملية توزيع غاز البوتان للسكان المعوزين بواد بردي، من جهتهم تدخل عناصر مجموعة التدخل للدرك الوطني ببلدية يسر بولاية بومرداس لمساعدة السلطات الإدارية في عمليات نقل وتوزيع غاز البوتان للسكان المحتاجين عبر العديد من القرى مع السهر على تنظيم عملية التسويق. أما عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالحويجبات بولاية تبسة فقد سهروا على مساعدة السلطات المحلية في عملية توزيع مواد الغذائية الأولية بدوار شوافية، في حين بادرت المجموعة الإقليمية لولاية تيبازة إلى التدخل لحماية وتأمين مراكز توزيع غاز البوتان بالإقليم والمساهمة في توزيع المواد الغذائية والأفرشة على المواطنين مع تقديم المساعدة لمستعملي الطرقات، من جهتها شاركت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بولاية تيزي وزو في إيصال المساعدات الغذائية للقرى والمداشر النائية والتدخل رفقة السلطات المحلية لفتح الطرق والمسالك وتقديم المساعدة لمستعملي الطرقات. عناصر الدرك الوطني بالمدية بجميع وحداتها قاموا بإجلاء المواطنين ببعض المناطق صعبة المسالك والمشاركة في إسعاف المصابين من خلال نقلهم إلى المستشفيات خاصة ذوي الأمراض المزمنة والنساء الحوامل، بالإضافة إلى تأمين النقاط المخصصة لمبيت الأشخاص العابرين للإقليم، حماية وتأمين مراكز توزيع الغاز بالإقليم والتدخل رفقة السلطات المحلية لفتح الطرق وتقديم المساعدة لمستعملي الطرقات. وبولايات تيسمسيلت، معسكر و،سيدي بلعباس قام عناصر الدرك بالتدخل لفتح الطريق وتقديم المساعدة لمستعملي الطرقات بالإضافة إلى مرافقة الشاحنات المعبأة بمادة المازوت والمؤونة لتسهيل تنقلها إلى المناطق المتضررة، وبولاية سوق أهراس سجل تدخل كاسحات الثلوج لفك العزلة عن العديد من التجمعات الحضرية في أعالي الجبال. وبولاية عنابة قدمت مساعدات لأشخاص انحرفت سياراتهم عن الطريق بسبب انزلاق الأرضية مع توجيه العديد من المسافرين إلى مراكز الإيواء التي فتحتها السلطات المحلية خصيصا لاستقبال عابري السبيل، وهي نفس التدخلات التي سجلت بولاية جيجل حيث تمكن سكان المناطق النائية من الاستفادة من المواد الغذائية والمواد الصيدلانية وقارورات غاز البوتان بعد وصول أولى مساعدات مصالح الدرك الوطني لهم، مما ساهم في فك العزلة رغم تواصل تساقط الثلوج، وهي نفس التدخلات التي سجلت بولايات كل من برج بوعريريج، ميلة، سكيكدة وسطيف. وتشير آخر المعلومات إلى أن كاسحات الثلوج ساهمت في فتح 90 بالمائة من الطرقات التي سجل بها تساقط كميات كبيرة من الثلوج مما عرقل حركة السير بها، حيث يتم في كل يوم فتح العديد من المسالك خاصة تلك الواقعة في أعالي الجبال وبالمنحدرات، بغرض تسهيل عمليات الإغاثة وإيصال المساعدات، وبغرض التقرب أكثر من المواطن والاستعلام عن وضعية الطرقات تم فتح الخط الأخضر لجميع اتصالات المواطنين الاستفسارية، حيث يتم استغلال كل المعلومات المجمعة مع توجيه الآلاف من المكالمات إلى المصالح المختصة على غرار مصالح الشرطة والحماية المدنية ومصالح شركة توزيع الكهرباء والغاز، وهي الخدمة التي ساهمت بشكل كبير في توجيه نشاط مختلف وحدات الدرك الوطني إلى النقاط السوداء التي سجلت بها انهيارات أو عرقلة في حركة المرور، علما انه منذ بداية التقلبات الجوية سجل ما يقارب من 20 ألف اتصال.