أشرف مساء أمس السيد المنسق العام لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة2011 عبد الحميد بلبليدية ممثل معالي وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي بمعية سعادة سفير دولة فلسطينبالجزائر السيد حسين عبد الخالق، على افتتاح الأيام الثقافية لدولة فلسطين بقصر الثقافة. هي ذي فلسطين الحبيبة التي لم تتعب من ترويض التاريخ والركض في ميادين المقاومة والصمود، من تخضيب ترابها الطاهر بالدماء الزكية وبإشعال فراديس الجنان بأرواح أبنائها لتحلق في سماء الخالدين، تستحضر من تلمسان عمر مجدها المتوالد عبر التاريخ وتلف منارة ضريح سيدي بومدين بمنديل مجاهد يستوحي من حطين دروسا لعرس الانتصار والعودة. كانت البداية من هناك لافتتاح المعرض الرمز الذي انتقته فلسطين من الجرح ومن فجر حضارتنا الإسلامية، فبدأت الحديث من قبة الصخرة التي تتعرض للانتهاكات من فوق الأرض وتحت الأرض. كم كانت العلاقة متينة بين العلم وتعمير الأرض حينما كتبت الأنامل الفلسطينية هندسة الحرف العربي السماوي وهو يشكل ذلك الفن المبهر فكانت لوحات خطية بالخط الكوفي الهندسي بخط الفنان شلبي الذي بدأه ''بسم الله'' و''لفظ الجلالة'' ولوحة أخرى تقتبس جملة من العهدة العمرية، ثم لوحة استضاءت بآيات قرآنية ''ما شاء الله''، و''توكلت على الله''، ولوحات أخرى تقول للقدس ''عيوننا إليك ترحل كل يوم'' وكلمات منحوتة من أشعار درويش ''لا تترك الحصان وحيدا«'' و''على مثل هذه الأرض ما يستحق الحياة''. كما طاف الوفد الفلسطيني رفقة المنسق العام لتظاهرة تلمسان، بالجناح الذي عرضت فيه صور فوتوغرافية للمواقع الأثرية الفلسطينية التي هي الأخرى تصارع الاغتيال بأبشع أنواعه ولا تظهر للعدو رغم الأضرار الجسيمة التي ألحقها بها في حفرياته، سوى أنها مدينة عربية وليس في بطن ثراها إلا ذلك العربي وأن كل ما يحاول الصهاينة استنساخه ما هو إلا جين مستورد يلفظه رحم هذه الأرض الذي لا تنبت فيه إلا النطفة الطاهرة. رغم المحاولات الصهيونية هناك مقاومة تتجلى في ترميم الآثار ونفخ فيها الروح من جديد، وذلك ما أكدته الصور التي حاول فيها العدو غلق كل المنافذ والطرقات حتى لا تصل مواد الترميم وإعادة التأهيل إلى المعالم الأثرية، إلا أن الإنسان الفلسطيني لم يعدم وسيلة في الحفاظ على هويته الأثرية، فلجأ إلى نقل هذه المواد في عربات تجرها الخيول التي لم تسلم هي الأخرى من الاعتقال والتوقيف، وهذا ما عبرت عنه صورة لحصان تم توقيفه لمدة ثلاث ساعات متلبسا بنقل وحمل مواد البناء والترميم. كما وقف الوفد أمام صور مدينة قصبة الخليل عليه السلام، ومن ثم دخل الوفد الى قاعة المحاضرات حيث ألقى السيد عبد الحميد بلبليدية كلمة الافتتاح، التي أكد فيها أن اختيار فلسطين كمسك لاختتام الأيام الثقافية الدولية، لدليل قاطع على احترامنا وتقديرنا وتضامننا مع هذا الشعب الأبي، الذي بقي صامدا ومدافعا عن ارضه بشجاعة كبيرة وإرادة قوية. أما رئيس وفد دولة فلسطين بعاصمة الثقافة الإسلامية تلمسان لسنة ,2011 فقد اكد ان المجيئ من فلسطين، من القدس ''لأننا ندرك أنكم الأكثر دراية بهمومنا، لأن الجزائر قاومت محاولات محو تاريخها، ويقاوم الشعب الفلسطيني محو التاريخ العربي في فلسطين، الذي يكمن خلف كل المجازر وأعمال الهدم والتهجير والتخريب والاستيطان التي تضعها وتمارسها إسرائل في جدول أعمالها''. واختتم رئيس الوفد كلمته بتحية مقدسية الى الجزائر. مبعوث ''المساء'' إلى تلمسان: ابن تريعة