سيشهد الدخول المدرسي القادم عدة تغييرات ليس فقط من حيث تقليص الحجم الساعي لبعض الأطوار أو تخفيف البرامج لأخرى فحسب وإنما إضافة حصة غاية في الأهمية وهي "التربية الأخلاقية" التي تهدف الى تحسيس وتوعية التلاميذ بمخاطر بعض الأمراض والآفات الخطيرة مثل المخدرات والسيدا، على أن يتم توسيع هذه الدروس لتشمل التحسيس حول التدخين والعنف ومواضيع أخرى ذات أهمية في استقرار المجتمع خاصة من الناحية الصحية· يبدو أن نداءات الجمعيات الناشطة في الحقل الصحي الداعية إلى تخصيص دروس توعوية لفائدة التلاميذ حول سبل الوقاية من بعض الأمراض سواء المعدية أو المتنقلة أو حتى بعض الآفات الخطيرة على غرار المخدرات والسيدا والتدخين والعنف وحتى الوقاية إجمالا من أمراض تهدد الصحة العمومية، قد وجدت أخيرا آذانا صاغية وطريقا نحو التنفيذ· فمن المنتظر أن تخصص المؤسسات التعليمية للطور الابتدائي ابتداء من السنة الدراسية 2008-2009 ربع ساعة في الفترة الصباحية من كل يوم لحصة اختير لها تسمية التربية الأخلاقية لها هدف تحسيس وتوعية التلاميذ بمخاطر الأمراض والآفات الخطيرة وكذا التربية البيئية والمحيط واحترام الغير وتحسين سلوكات التلاميذ، أما هدفها الضمني فينحصر في إعداد نشء سوي الخلق محترم ومنظم· وسيخصص الأساتذة ربع الساعة الأول بعد تحية العلم للحديث عن موضوع ما ذي صلة بالتربية الخلقية،المادة التي دعت لها عدة أطراف مثل البيئة وأجهزة امن الطرقات والسلامة المرورية على اعتبار أن المدرسة هي المربي الأساسي بعد الأسرة· وتتضمن عمليات تحسيس التلاميذ بمخاطر السيدا الذي اختير كأول موضوع لانطلاق هذه الحصص، عبر تخصيص أيام إعلامية وتحسيسية وقائية تنظم عبر الابتدائيات، إضافة إلى تخصيص دورات تكوينية لصالح المربّين حول المقاربات الخاصة بمنهجية الوقاية· وفي انتظار دخول هذا البرنامج حيز التنفيذ، تستعد الوزارة الوصية في إعداد مطويات ومنشورات وملصقات تدعو إلى الوقاية من مختلف الآفات الاجتماعية، لا سيما ما تعلق منها بداء اصطلح على تسميته بداء العصر·· السيدا· إلا أن ما يعاب في السياق هو اختيار هذا الموضوع بالذات لبدء حصص التربية الخلقية لتلاميذ الابتدائي،حيث كان من الأجدر اختيار مواضيع تربوية بسيطة يمكن لتلاميذ هذا الطور استيعابها مثل العنف تجاه الآخر واحترام المحيط· فموضوع مثل السيدا المتنقل جنسيا قد لا يصل التلميذ في الابتدائي لفهمه جديا لأنه لا يفقه معنى الجنس إطلاقا وكان من المفروض أن يخصص هذا الموضوع لأطوار الاكمالي والثانوي· جدير بالذكر ان هذه الخطوة التربوية البالغة الأهمية تأتي بالتنسيق بين وزارتي التربية والصحة في انتظار انضمام باقي القطاعات لإثراء هذا المسعى المنتظر ان يحدث نقلة نوعية في التربية الوطنية عموما· وكان بعض أخصائيي الصحة العمومية قد أوضحوا ل"المساء" في لقاءات سابقة انه على السلطات المعنية التفكير في إيجاد آلية تغرس في التلاميذ عادات صحية وقائية للحفاظ على نظافتهم وسلامتهم من الأمراض مثل الاهتمام بتنظيف الأسنان حفظا لها من وباء التسوّس الذي يصفه الخبراء حاليا بالكارثي في المجتمع· للاشارة توجد حاليا 1187 وحدة كشف ومتابعة و8254 ناد صحي داخل المؤسسات التربوية عبر الوطن·