أنهت أمس القافلة التحسيسية حول الوقاية من آفة المخدرات المنظمة من طرف جمعية ''أجيالنا'' وخلايا الإصغاء والنشاط الوقائي، التابعة لأمن الدوائر، رحلتها العاصمية في محطة البريد المركزي، حيث نصبت خيامها لاختتام هذه الحملة التي دامت 22 يوما. باختتام الحملة التي امتدت من 04 الى 26 مارس، بدأت عملية التقييم التي حدثتنا عنها السيدة حميدة زايدة رئيسة جمعية ''أجيالنا''، بالإشارة أولا الى ان ظاهرة تعاطي المخدرات في انتشار متزايد مقارنة بالسنوات الأخيرة. الخطير في المسألة حسب محدثتنا، أنها اليوم أصبحت تمس فئات اقل عمرا من الجنسين، تقول ''ما لا حظناه من خلال هذه القافلة هو زيادة عدد المدمنين، وانخفاض سن الإدمان، فبعد ان كانت الظاهرة تنحصر في معدل عمر يتراوح بين 20 و22 سنة كأقل سن، أصبحت اليوم تمس أطفالا في عمر 13 سنة، والأدهى من ذلك أننا لاحظنا في السنوات الأخيرة وجود بنات مدمنات يتناولن المخدرات في سرية وصمت''. وتعترف السيدة زايدة ان أهم مشكل يطرحه الشباب المدمنون هو جهلهم للجهة التي يتوجهون إليها للعلاج. ومن هنا فإن أهم هدف للقافلة كان إعلامهم بوجود الجمعية وبعنوانها، وكذا تعريفهم بأعضائها الذين يعيش اغلبهم في أحياء شعبية، وبالتالي يمكن الاتصال بهم، مع العلم ان الحملة التحسيسية ركزت على مثل هذه الأحياء مثل براقي، الدارالبيضاء، الحراش، القصبة، بوزريعة، حسين داي، بئر توتة، الدويرة... أما أهم النتائج التي خرجت بها الحملة، فهي إقناع 15 حالة بتلقي علاج على مستوى الجمعية، 3 منها لبنات يتراوح عمرهن بين 13 و20 سنة، كما أوضحت محدثتنا، التي وان اعتبرت ان هذا العدد قليل مقارنة بحجم انتشار آفة المخدرات، فإنها أكدت صعوبة إقناع الشباب بالعلاج في يوم واحد، لكن أملها في ان حصول الشباب على عنوان الجمعية قد يدفعهم يوما إلى الاتصال بها. وسيكون العلاج في مرحلته الأولى نفسيا بأسلوب ''العلاج الجماعي'' تحت إشراف مختصين نفسانيين، وإذا تطلب الأمر سيتم اللجوء الى العلاج الطبي. مضيفة ان رسالة الجمعية وصلت الى شباب الأحياء التي مرت بها القافلة، لكن يبقى ذلك قليلا بالنظر الى صعوبة إقناع الشباب بالعلاج، لأن المسألة مازالت ''طابوها'' ببلادنا، كما ان أسباب تعاطي المخدرات لا تشجع في حد ذاتها بعض الشباب على الإقلاع عن الإدمان. وعن هذه الأسباب قالت السيدة زايدة ''ان أهمها مخالطة رفاق السوء''، وتضرب مثلا بفتاة أحست بوجع في رأسها فطلبت دواء، فأعطاها شاب يدرس معها قرصا مهلوسا على أساس انه دواء مزيل للألم، ولما تعودت عليه طالبها بدفع المال مقابل حصولها على الأقراص، وهكذا دخلت دوامة المخدرات. ولا تنكر محدثتنا وجود أسباب أخرى لا تقل أهمية تدفع الشاب الى المخدرات، منها المشاكل العائلية والبطالة، وكذا حالة اليأس التي يشعر بها الكثير منهم في ظل انعدام آفاق لهم. وتعتزم جمعية ''أجيالنا'' مواصلة نشاطاتها وحملاتها التحسيسية طيلة العام، لا سيما وأنها تعالج مختلف الآفات وليس المخدرات فقط، وأملها ان تمس اكبر عدد من الشباب بغرض توعيتهم ومساعدتهم.