شددت، أمس، رئيسة جمعية حماية المرأة والشباب، السيدة نادية دريدي، على ضرورة تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية في الشوارع والأحياء بمخاطر المخدرات داعية السلطات المعنية إلى مكافحة وعدم تجاهل إنتشار هذه الآفة التي بلغت درجة خطيرة في الجزائر وباتت تهدد حياة أفراد المجتمع بكل فئاته شباب وكبار على حد السواء. وفي تصريح ل«الشعب» قالت دريري على هامش الندوة التي نظمت أمس بمركز الدراسات الاستراتيجية حول «المخدرات في الجزائر وآثارها الجيوستراتيجية» أن هذه الظاهرة التي تتزايد في كل مرة بشكل يدعو إلى القلق وتنتشر بمختلف أنحاء الوطن سببها يكمن في الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة التي يعيشها المجتمع الجزائري. وأضافت أن المجتمع الجزائري يعاني من انعدام ثقافة الاتصال والحوار داخل الأسرة التي تعتبر منبرا هاما في توعية الأطفال بما يمكن أن تسببه المخدرات من أضرار وخيمة على صحة الإنسان كفقدان العقل وحتى الموت مشددة على الدور الكبير الذي تلعبه العائلة في حماية أبناءها وتوجيههم قبل بلوغ سن محدد الذي يصبح فيه الأوان قد فات. وفي نفس السياق أضافت دريدي أن جمعيتها تتنقل باستمرار إلى مختلف شوارع وأحياء مدن البلاد منها بن طلحة وزرالدة وساحة الشهداء بالعاصمة وبعض شوارع ولاية وهران، سطيف، بسكرة بحيث تحتك مباشرة بالشباب المدمن بنات أو ذكور وتقوم بإطلاق حملات تحسيسية وتوعية بخاطر المخدرات على حياتهم. وقالت نفس المتحدثة أن أغلبية المدمنين الذين احتكت بهم الجمعية اكدو من خلال شهاداتهم أنهم شرعوا في تناول المخدرات بسبب ظروف المعيشة الصعبة والهروب من الواقع المرير، مضيفة أنها لمست في طريقة كلامهم استعدادا تاما للعلاج ورغبة في الابتعاد عن هذه الآفة الخطيرة التي قلبت حياتهم رأسا على عقب. وأشارت أن مبادرات جمعية حماية المرأة والشباب في مجال مكافحة المخدرات من خلال الحملات التحسيسية بمخاطر المخدرات التي نظمتها بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة قد خرجت بنتائج حسنة وساهمت في تقليل انتشار الظاهرة في هذه المناطق . ودعت محدثتنا إلى ضرورة مساعدة ومساندة هؤلاء الشباب الراغب في وقف التعاطي على المخدرات على تجاوز هذه المحنة الصعبة ببناء مراكز بعدد أكثر في مجال مكافحة الإدمان على المخدرات. وأوضحت رئيسة الجمعية، أن إستخدام القوة والردع من طرف أعوان الأمن الوطني خلال عمليات البحث والتحقيق ليس السبيل الأمثل للقضاء على الظاهرة والتصدي لمخاطرها، بل على العكس، فاستعمال العنف ضد الشباب المدمن، يولد لديهم نوع من العدوانية والإصرار أكثر على متابعة تعاطي المخدرات. وأضافت أنه إذا ما تم توفير كل الظروف الملائمة للشباب الجزائري في العيش على أكمل وجه كتوفير السكن والشغل، لما سجلت هذه النسبة الكبيرة للأشخاص الذين يتعاطون للمخدرات، سيما وأن الجزائر لديها من الإمكانيات المادية والبشرية ما يمكنها من توفير كل وسائل العيش الكريم للمواطنين.