أعلن قائد الانقلاب العسكري في مالي أمس على إعادة العمل بالدستور السابق ومؤسسات الدولة التي ينص عليها وذلك عشية انقضاء مهلة 72 ساعة التي كانت منحتها منظمة اللجنة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والتي هددت بفرض عقوبات مشددة على الانقلابيين إذا لم يستجيبوا لنداءاتها في إعادة النظام الدستوري. وقال النقيب امادو سانوغو ''نتعهد بإعادة العمل بدستور جمهورية مالي المؤرخ في 25 فيفري 1992 ابتداء من اليوم إضافة إلى إعادة مؤسسات الدولة''. وأضاف انه ''نظرا للوضع المتعدد الأزمات الذي تعيشه بلادنا ومن اجل إجراء عملية انتقالية في أفضل الشروط والحفاظ على الالتحام الوطني قررنا الالتزام وتحت إشراف وسيط بإجراء مشاورات مع كل القوى في البلاد في إطار عقد وطني''. كما أوضح قائد الانقلابيين ان هذه المشاورات تسمح بإعداد آلية لإجراء المرحلة الانتقالية عن طريق تنظيم انتخابات حرة ومفتوحة وديمقراطية لا يشاركون فيها لكن من دون ان يحدد مدة ولا تاريخ انتهاء هذه المرحلة. وكان النقيب امادو سانوغو يتحدث والى جانبه وزير الخارجية البوركينابي جبريل باسولي والذي حل بالعاصمة باماكو أول أمس للتفاوض مع الانقلابيين حول إعادة النظام الدستوري الذي تطالب به دول غرب إفريقيا والتي هددت بفرض حصار دبلوماسي ومالي على الانقلابيين في حال عدم الاستجابة لمطالبها. وكان وفد من العسكريين الذين سيطروا على الحكم في البلاد قد أعلن أول أمس من واغادوغو عاصمة بوركينافاسو موافقتهم على المبادئ الأساسية للخروج من الأزمة والتي تشترط العودة سريعا إلى النظام الدستوري الطبيعي. وقال العقيد موسى سينكو كوليبالي مدير مكتب رئيس المجموعة الانقلابية في ختام لقاء مع رئيس بوركينافاسو بليز كومباوري الذي يقوم بدور الوساطة في الأزمة المالية ''بالنسبة إلى المبادئ الأساسية التي طلبت منا. نقول إننا موافقون''. وأضاف ''لا بد من حياة دستورية منتظمة وطبيعية وما سنناقشه الآن هو ترتيبات التوصل إلى ذلك''. وكانت كل التوقعات تشير إلى ان الانقلابيين العسكريين في مالي غير قادرين على التمسك بانقلابهم بسبب رفضهم داخليا وتصاعد حدة الضغوط من حولهم خارجيا وزاد موقفهم ضعفا تهديدات الجماعات الاسلاموية المسلحة وحركة تمرد الطوارق الذين استغلوا الفوضى الناجمة على الانقلاب لشن هجمات على عديد المدن بشمال البلاد ثم الاستيلاء عليها. ففي ظرف ثلاثة ايام فقط تمكنت هذه الجماعات من فرض سيطرتها على معظم المنطقة الشمالية بعد سقوط أهم مدنها تباعا بدءا من كيدال مرورا بغاو فيما أفادت أنباء أمس ان المتمردين تمكنوا من دخول مدينة تمبوكتو آخر معاقل الجيش المالي بمنطقة الشمال. هذا الأخير الذي لم يتمكن من التصدي لهجمات المتمردين واضطرت عناصره إلى الفرار من المدن المستهدفة بدعوى تفادي إلحاق الدمار بالمناطق المأهولة بالسكان.