افتتح أول أمس بمدريد ملتقى حول "دور المرأة في القوات المسلحة" للدول الاعضاء في مبادرة 5+5 في فرعها الخاص بالدفاع بمشاركة الجزائر ممثلة بوفد هام متكون من ضابطات ومستخدمات مدنيات يمثلن مختلف اسلاك ومديريات الجيش الوطني الشعبي· وضم هذا اللقاء الذي دشنته الامينة العامة المساعدة بوزارة الدفاع الاسبانية السيد فيكتوريا سان خوسي ورئيسة مرصد المرأة في القوات المسلحة الاسبانية كافة دول منطقة غرب المتوسط (البرتغال واسبانيا وفرنسا وايطاليا ومالطة بالنسبة للضفة الشمالية والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وليبيا بالنسبة للضفة الجنوبية)· وشكل هذا الاجتماع الذي ستدوم أشغاله يومين في جلسة مغلقة فرصة سانحة بالنسبة للمشاركين لعرض ومناقشة تجربتهم في مجال ادماج النساء ضمن الجيش والإطار القانوني الذي يحكمهن هذا فضلا عن مختلف مجالات نشاط النساء العسكريات· في هذا الصدد قدم الوفد الجزائري عرضا مفصلا حول دور ومكانة المرأة التي باتت تحتل وظائف استراتيجية وحساسة في الجيش الوطني الشعبي· وأوضحت العقيد فاطم بودواني أن المرأة الجزائرية حامية قيم الهوية الوطنية تعد شريكا كاملا وناشطا في كل الجهود المبذولة وأهداف التنمية وكذا في طموح بلدنا"·كما أشارت الى أن ادماج المرأة يعد من ثوابت السياسة الجزائرية منذ الاستقلال المكرسة والمدعمة لا سيما بالامر المؤرخ في 28 فيفري 2006 المتضمن القانون الأساسي العام للمستخدمين العسكريين· ويعد هذا الأمر أول نص من نوعه يتضمن ظروفا مهيئة تسمح بتطور المرأة ضمن الجيش الجزائري· وأوضحت الضابطة السامية الجزائرية أن هذا النص علاوة عن كونه يضمن المساواة بين الرجل والمرأة فإنه أيضا يعطي لهذه الأخيرة صفة العنصر الفعال في تطوير مؤسستنا مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصياتها"· وبلغة الارقام تطرقت الى تطوير المستخدمات العسكريات والمدنيات اللائي كان لهن- كما قالت -أثرا ايجابيا بالنظر الى الصلاحيات التي تحظى بها خلال مسارهن المهني بما يسمح لهن باعتلاء رتب في السلم العسكري أو المدني· وذكرت العقيد بودواني بأن قيادات القوات البرية والجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي عن الاقليم اعطت العنصر النسوي العسكري والمدني مكانة هامة في اطار عصرنة واضفاء الاحترافية في الجيش الوطني الشعبي· وأكدت بهذا الصدد أن اضفاء طابع الاحترافية على الجيش الجزائري يشكل خيارا استراتيجيا املته ضرورة تكييف الجيش مع حاجيات الدفاع ومتطلبات المعطيات الجديدة على الصعيد الدولي"· وأشارت الى أن المرأة الجزائرية التي لعبت في الماضي وبافتخار كبير دورها في المقاومة ضد الاحتلال وإبان حرب التحرير الوطني على غرار تلك الوجوه التاريخية مثل لالا فاطمة نسومر ابتداء من 1851 وحسيبة بن بوعلي وجميلة بوحيرد ومليكة قايد ابتداء من 1954 تحدوها نفس العزيمة لمواجهة الارهاب· وتم عرض في هذا السياق فيلما وثائقيا حول كفاح المرأة الجزائرية وسط جيش التحرير الوطني والجيش الوطني الشعبي·وتم اطلاق مبادرة "5+5 دفاع "رسميا من طرف وزارة الدفاع العشر لبلدان ضفتي غرب المتوسط في 21 ديسمبر 2004 في باريس من خلال اقامة تعاون متعدد الاطراف حول قضايا الأمن في هذه المنطقة على أساس مخطط اعمال ملموس· وبالاضافة الى النشاطات المنتظمة في مجالات الأمن البحري والأمن الجوي ومساهمة القوات المسلحة في الحماية المدنية تقوم بلدان مجموعة 5+5 دفاع أيضا بإعداد مشاريع تسمح بتعزيز الثقة بين الشركاء· ترتكز هذه المبادرة على لقاء سنوي يجمع وزراء الدفاع واللجنة المديرة التي تتابع مخطط العمل وكذا لجان الخبراء الخاصة التي تنظم المنتديات المقررة ضمن مخطط العمل· (واج)