شرع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المستشار مصطفى عبد الجليل في زيارة رسمية للجزائر منذ أمس تدوم يومين بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وكان في استقبال السيد مصطفى عبد الجليل لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي رئيس الجمهورية، بحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء الحكومة وممثلين عن السلك الديبلوماسي المعتمد بالجزائر. وتندرج هذه الزيارة في إطار ''تعزيز سنن التشاور والتعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها وتدعيمها في مختلف المجالات بما يتماشى وتطلعات الشعبين الشقيقين''. كما ستكون الزيارة مناسبة للتشاور حول التطورات التي تشهدها المنطقة على ضوء الأحداث الأخيرة وما تفرضه من تحديات كما ستسمح هذه الزيارة للطرفين بتبادل الرؤى ووجهات النظر حول مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك''. وتعد زيارة المسؤول الليبي للجزائر الاهم من نوعها بعد الاطاحة بنظام العقيد القذافي في اوت ,2011 وقد مهدت اللقاءات التي جرت بين الرئيس بوتفليقة ورئيس المجلس عبد الجليل في الدوحةوتونس الطريق لتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكدت الجزائر احترامها لإرادة الشعب الليبي على غرار ما فعلته مع تونس ومصر. وقد اعترفت الجزائر بالقيادة الليبية الجديدة فور تشكيل حكومتها. وقام وزير الخارجية السيد مراد مدلسي بداية مارس الماضي بزيارة طرابلس بدعوة من نظيره الليبي عاشور سعد بن خيال، حيث تركزت الزيارة على عرض المسائل الامنية بين البلدين وطمأن نظراءه الليبيين بأن عائلة القذافي المتواجدة بالجزائر لن تمس بشعرة واحدة من ليبيا. كما قام وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية بعد ذلك بزيارة الى طرابلس حيث تم التوقيع على اتفاقات تعاون بين الجانبين. والتزمت الجزائر بضمان دورات تكوينية للشرطة الليبية وتعزيز التعاون في مجال مسألة مراقبة الحدود البرية بين البلدين. كما زار وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العالي الجزائر نهاية شهر مارس، حيث جددت الجزائر استعدادها لمساعدة القيادة الجديدة في ليبيا على تجاوز مرحلة اللاأمن. ووضع تجربة المصالحة الوطنية التي أتت ثمارها في الجزائر تحت تصرف الليبيين. ورافع وزير الداخلية خلال الندوة الصحافية التي عقدها مع نظيره الليبي عن تعاون مشترك ''فعال في جميع الميادين''، و''تجاوز العقبات الظرفية التي قد تؤثر على مسار العلاقات''، مع توحيد الرؤية والأهداف في مواجهة الوضع عبر الحدود، من خلال اتخاذ قرارات صارمة لمواجهة الانعكاسات السلبية للتهريب والإرهاب وحركة الأسلحة والذخيرة والإتجار بالبشر وبالمخدرات. من جهته ابدى السيد فوزي عبد العالي رغبة بلاده في تفعيل كل الاتفاقيات التي أبرمت في السابق مع الجزائر، على أن تتم مراجعة ما يلزم مراجعته وإبرام اتفاقيات جديدة، وشدد في هذا الصدد ''لا نريد رفع شعارات فضفاضة، ولكننا نقدم عملا على الأرض، وسنعمل المستحيل لتوطيد أواصر الصداقة وإنجاح التعاون''. و''أثنى'' على الموقف الجزائري من الثورة التي قامت ضد نظام العقيد القذافي ''.