وصل أمس رئيس المجلس الانتقالي الليبي إلى الجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين هي الأولى من نوعها للرجل الأول في طرابلس بدعوة من رئيس الجمهورية منذ انهيار نظام القذافي العام الماضي، وذلك بعد أشهر من حالة تذبذب عرفتها العلاقات بين البلدين بسبب مخلفات الأزمة الليبية. وينتظر أن تتناول المباحثات بين مسؤولي البلدين خلال الزيارة حسب بيان لرئاسة الجمهورية «تعزيز سنن التشاور والتعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها وتدعيمها في مختلف المجالات بما يتماشى وتطلعات الشعبين الشقيقين». وأضاف البيان أن الزيارة ستكون مناسبة للتشاور حول التطورات التي تشهدها المنطقة على ضوء الأحداث الأخيرة وما تفرضه من تحديات، كما ستسمح هذه الزيارة للطرفين بتبادل الرؤى ووجهات النظر حول مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك». أما الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الليبية سعد الشلماني فقال إن مباحثات المستشار عبد الجليل مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ستتناول العديد من الملفات ذات العلاقة بالتعاون الثنائي، ومن بينها التعاون الأمني وتأمين الحدود إلى جانب التنسيق حيال العديد من القضايا بما فيها مكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب، بالإضافة إلى آخر التطورات في دول الجوار، والأحداث الأخيرة التي تشهدها المنطقة وما تفرضه من تحديات. وكانت زيارة عبد الجليل قد سبقتها أخرى لوزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال تباحث خلالها مع نظيره الجزائري دحو ولد قابلية ملفات الحدود وكذا التعاون في مرحلة مابعد القذافي وكذا تشكيل لجنة مشتركة للأمن. وساد التوتر في العلاقات بين الجزائر السلطات الليبية الجديدة خلال الأزمة التي عصفت بنظام القذافي كما ظهر خلاف بين البلدين بعد استقبال الجزائر لأفراد من عائلة العقيد التي فرت من الحرب شهر أوت الماضي ودعا المجلس الإنتقالي على تسليمها، غير أن الجزائر رفضت بدعوى أنها استقبلتهم لأسباب إنسانية وأنهم غير مطلوبين دوليا كما تعهدت في عدة مناسبات بأنها لن تسمح بتدخلهم في الشأن الليبي. وعادت العلاقات إلى طبيعتها تدريجيا عقب مقتل القذافي في 20 أكتوبر، بعد دعوة الجزائر السلطات الجديدة إلى طي صفحة الماضي وبناء علاقات احترام بين البلدين. كما التقى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع عبد الجليل مرتين في حضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في منتصف نوفمبر في الدوحة، وتبع ذلك رسالة بعث بها رئيس الجمهورية إلى رئيس المجلس الانتقالي الليبي بمناسبة ذكرى استقلال ليبيا في 26 ديسمبر، أين عبر عن رغبته في الارتقاء بعلاقات البلدين إلى الأفضل كما قام بعدها وزير الخارجية مراد مدلسي ووزير الداخلية دحو ولد قابلية بزيارتين إلى طرابلس سعيا لتطبيع العلاقات.