أكد رئيس الجمعية الوطنية للاقتصاديين الجزائريين السيد حسن بهلول على ضرورة اعتماد الجزائر سياسة ناجعة للتنمية الاقتصادية خاصة في المجال الفلاحي لتعزيز أمنها الغذائي خاصة في ظل الظروف المتسمة بارتفاع جل أسعار المواد الغذائية في السوق العالمية· وأوضح السيد بهلول خلال الملتقى العلمي الدولي السابع حول "الأمن الغذائي والعولمة" أمس أن هذه السياسات تتعلق أساسا "بزيادة الإنتاجية الزراعية واستصلاح الأراضي غير المستغلة في ضوء الإدارة العقلانية للمياه" مع إشراك القطاع الخاص فيها لتكون في مأمن من الأزمات الغذائية العالمية المتكررة· وشدد على أهمية زيادة الإنتاجية الزراعية واستصلاح الأراضي مع إدارة عقلانية للمياه وإشراك للقطاع الخاص لتكون البلاد في مأمن من الأزمات الغذائية العالمية المتكررة· وحول ما يجب فعله لحماية الأمن الغذائي الوطني من التدهور شدد السيد بهلول على ضرورة استغلال الموارد البشرية والتكنولوجية الوطنية، إضافة إلى إعادة الاعتبار للنشاط الفلاحي والصناعات الغذائية وكذا الاهتمام بهما كونهما قطاعين متكاملين· ويرى رئيس الجمعية ان 70 إلى 80% من الوجبة الغذائية اليومية للمواطن الجزائري من المواد المستوردة وهي نسبة "مرتفعة" وصلت معها فاتورة الاستيراد سنة 2007 حوالي 8،4 ملايير دولار· وأشار السيد بهلول انه رغم المجهودات المبذولة في مجال تنمية القطاع الفلاحي، إلا أن معدل تغطية الإنتاج الوطني للاستهلاك بمادتي القمح الصلب واللين "ما زال ضعيفا" وهو 34 % للحبوب و50 % للحليب ومشتقاته· وبالرغم من هذه الجهود الا ان ظاهرة نقص التغذية مازالت مرتفعة بعض الشيء مقارنة بدول أخرى وذلك على الرغم من تراجعها خلال السنوات الماضية (8،6 %)· و تمتلك الجزائر-حسب الخبير-إمكانيات طبيعية هامة نظرا لمساحتها الواسعة التي تقارب 240 مليون هكتار منها حوالي 40 مليون هكتار شمال الصحراء وهي صالحة للزراعة، إلا أن المساحة المستعملة من هذه الأخيرة لا تتعدى 8 مليون هكتار اغلبها خاضعة في سقيها للأمطار· وتشكل المساحة المخصصة فيها لزراعة الحبوب -حسبه- نسبة متوسطة تقدر ب 40%· كما يبقى دعم الدولة الاستثماري للقطاع فيما يخص السياسة الزراعية ضعيفا إذ لا يتجاوز 6،3 % من الناتج الداخلي الإجمالي سنة 2006 بدليل ثبات مساحة الأراضي الزراعية المستغلة في حدود 5،7 مليون إلى 8 مليون هكتار منذ مدة طويلة· وحول الشق الثاني من التنمية الزراعية وهو الإنتاج الحيواني أكد السيد بهلول أن الجزائر عرفت تطورا كبيرا في هذا المجال وصل باستثناء مادة الحليب إلى حد الاكتفاء الذاتي· (واج)