أشاد السيد خوسي اغناسيو سالافرانكا، رئيس بعثة ملاحظي الاتحاد الأوروبي المكلفة بمتابعة الإنتخابات التشريعية في الجزائر المقررة يوم 10 ماي 2012 بالتسهيلات التي قدمتها وزارة الداخلية من أجل ممارسة مهمتها في أحسن الظروف، مشيرا إلى أن مشاركة وفد الاتحاد في هذا الاستحقاق بصفته ملاحظا يعكس الاهتمام الذي يوليه للجزائر باعتبارها شريكا استراتيجيا. وقال المسؤول الاوروبي في اليوم الأول من الانطلاق الرسمي لمهمة ملاحظيه في الجزائر ان مهمة الوفد تكمن في ملاحظة الانتخابات ومرافقة سيرها وليس مراقبتها، مضيفا ان الاتحاد لا ينوي التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر أو لعب دور ''التحكيم ''، بل معاينة النقاط القوية والضعيفة في المسار الانتخابي وتقييم إطاره القانوني. وذكر السيد سالافرانكا في ندوة صحافية عقدها امس بفندق سوفيتال بحضور مدير الحريات والشؤون القانونية بوزارة الداخلية، بالتوقيع على مذكرة تفاهم مع وزارة الخارجية الجزائرية لتسهيل مهمة البعثة التي ستغطي العملية عبر الولايات، حيث تجدر الاشارة في هذا الصدد الى تواجد تسعة خبراء من الاتحاد في الجزائر باشروا مهمتهم منذ 30 مارس الماضي، من خلال اجراء اتصالات مع الاحزاب واعضاء من المجتمع المدني. وقد أشاد في هذا الصدد بتحضيرات هذه الانتخابات التي وصفها بالهامة بعد مرور 50 سنة من استقلال الجزائر. وقال مسؤول بعثة الاتحاد الأوروبي ان التكاليف المادية لمهمة مابين 150 و160 ملاحظ للاتحاد في انتظار وصول 7 منهم إلى الجزائر بتاريخ 7 ماي المقبل، يتحمل مسؤوليتها الاتحاد الأوروبي قبل ان تفضي هذه المهمة إلى إعداد تقرير مستقل عن أي وصاية أو جهة. واشار الى ان الوفد الاوروبي طلب تحديد موعد مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بعد الانتخابات لتسليمه التقرير. وابدى سالافرانكا تفاؤله بنجاح المهمة رغم انها تعد الاولى في الجزائر، انطلاقا من تجربته السابقة في تغطية 80 انتخابات دولية، وذكر في هذا الصدد بأن التكاليف المادية لهذه المهمة يتحمل مسؤوليتها الاتحاد. وفي رده على سؤال حول مدى قدرة البعثة الاوروبية تغطية 1541 دائرة انتخابية عبر 48 ولاية ب160 ملاحظا، اوضح المسؤول الاوروبي ''أن تجربة الاتحاد الأوربي في مرافقة 80 عملية انتخابية في مختلف مناطق العالم تجعل من هذه المهمة ليست صعبة بالجزائر''. وكان 40 ملاحظا اوروبيا على المدى الطويل، قد وصلوا الجزائر في العاشر من شهر افريل الجاري لمتابعة المسار الانتخابي، كما سيصل في اوائل ماي وفد من 60 ملاحظا على المدى القصير لتدعيم عمل الفريق. كما سيلتحق ملاحظون آخرون من مجموع الاسلاك الدبلوماسية للبلدان الاعضاء في الاتحاد لدعم فريق المراقبة يوم الاقتراع. وخلال ندوة صحافية ستقام بعد ايام من الاقتراع ،ستدلي بعثة المراقبة بتصريح تمهيدي يتضمن النتائج الاولية الخاصة بمراقبة الانتخابات. وسيتم نشر التقرير الكامل والمفصل والذي سيتضمن توصيات للانتخابات في غضون الاشهر الثلاثة التي ستلي الاقتراع. وكانت بعثة ملاحظي الاتحاد الأوروبي قد التقت اول أمس كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية، ووزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي، الى جانب رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح.وعقب هذا الاستقبال أكد السيد سالافرانكا أن بعثته ''تلقت كامل الضمانات المتعلقة بشفافية مهمتها بالجزائر من طرف الحكومة الجزائرية''. مضيفا في هذا الصدد أنه ''يشعر بأن مهمة الوفد بالجزائر ستمر على أحسن ما يرام خاصة أن الضمانات التي تلقاها من الحكومة الجزائرية ومجلس الأمة تؤكد أن مهامهم ستجري في ظل الشفافية''. واعتبر المتحدث مهمة وفد الاتحاد الأوروبي بالجزائر التي ستدوم ثلاثة أشهر ''دليل على الصداقة التي تجمع الاتحاد الأوروبي والحكومة الجزائرية''. وأضاف أن فريقا من بعثة الاتحاد الأوروبي باشرت مهامها اول امس بالجزائر العاصمة، مشيرا الى ''مواصلة البعثة لقاءاتها مع التشكيلات السياسية وأفراد المجتمع المدني على اعتبار أنها تكتسي أهمية بالغة لدى البعثة'' على حد تعبيره. وفي هذا السياق أكد المسؤول الأوروبي أنه سيتم عرض مهام اللجنة طيلة مدة اقامتها بالجزائر غدا الإثنين خلال ندوة صحفية. وجرى الاستقبال بحضور سفيرة لجنة الاتحاد الأوروبي بالجزائر لورا بايزا وسفير الجزائر ببروكسل السيد عمار بوجامع.